شرف المهنة – بقلم: ياسر ناشف

نحترم ونقدر الجميع ونعي جيدا الجهد والمال الذي بُذل منهم ومن محيطهم نفسيا وفكريا وماديا، حتى وصلوا الى اللقب والوظيفة التي هم عليها…اطباء محامون مهندسون معلمون وغيرهم من الالقاب الاكاديمية.

لكن الملفت للنظر هنا ان البعض واكرر البعض يخونون اللقب الذي يحملونه وذلك باستهتارهم او برؤيتهم للآخرين على انهم اقل منهم ولا يستحقون الاهتمام.

فترى طبيب معيّن لا يلتزم بفحص المريض كما يجب وينبغي ويعطيه علاجا ليس بحاجة له ان لم يضّره اصلا وبعد فترة يصاب المريض بكوارث ويزداد وضعه تردّيا بسبب تقصير الطبيب المعالج، ناهيك عن تعدي بعض الاطباء عن السرّية التي يجب ان ينتهجها مع مرضاه فتراه فاضحا لهم بكل مناسبة وجاعلا منهم مضربا للامثال.

وهناك قضايا مخجلة يمتهنها بعضهم لا اريد التطرق اليها كونها بالفعل مخجلة وهذا ما دعا بعض صناديق المرضى الى ان يكون في غرفة الطبيب ممرضة ملازمة له عند معاينته للمرضى… طبعا هناك اطباء كثر ممن هم اهل ومحل ثقة وايجابيون ومهنيون والحمد لله.

وفي حالة اخرى تجد محاميا بسبب كثرة القضايا والزبائن عنده او لسبب آخر عنده لا يهتم بقضايا زبائنه ويهملها مما يجلب لهم الويلات والمصائب والحجوزات، وبعد المصيبة يستفيق المحامي من غفوته ويحاول اصلاح ما لم يعد بالإمكان اصلاحه وبالتالي تدمير حياة الاخرين، وكل هذا حتى لا يعطي القضية لمن هم اكفأ منه واحرص منه على معالجة القضايا وحل مشكلات الناس، فهناك محامون يستحقون اوسمة شرف منا لمهنيتهم وتفانيهم في احقاق الحق مشكورين.

ويخرج لنا مهندس تريد منه خارطة لبناء منزل ناهيك عن تأخره في رسمها تجد بعد ان تباشر في البناء ان البلدية والسلطات المختصة امام المصلحة جالبة معها جميع انواع الهدم وأوامر الايقاف والغرامات وهنا تدخل في الدوامات والجلسات القانونية واصرف ما وفرّته لبناء حلمك على القضايا والأتعاب والغرامات.

وآخر يدخلك بمشاجرات وخلافات مع الجيران والناس بتعديه على حقوقهم وعلى ارضهم ومنازلهم ومصالحهم، وهذا لا ينفي ايضا وجود ذوي الخبرة والكفاءة ممن يعرفون عملهم ويتقنوه بلا مشاكل او هموم.

وقس ذلك على كثير من المهن والوظائف الاكاديمية، تدريس مشيخة، قضاة، اعلام، ادارة، والألقاب التي لا يؤديها اصحابها بأمانة وحق وبشرف المهنة، او من غير حق وباستهتار وإهمال وتقصير وخيانة.

وهذه من الامور الكثيرة التي سببت تفكك المجتمع وتحوله الى مجتمع عنيف ومهمل ومستهتر في كثير من الاحيان وبالتالي جهل وفساد وإحباط وبعد كبير عن الانتماء وحب الغير والخير وتقهقر معظم الايجابيات فيه… مع احترامنا الشديد لكل من هم اهلا لحمل الامانة واحترام شرف المهنة وهم كثيرون.