ومنْ قلبُهُ بغيرِ نقاءٍ لا يرى في الأنامِ شخصًا نقيّا
بقلم: اسامة مصاروة – (محاكاة لبيت اليا ابو ماضي : والذي نفسه بغير جمالٍ لا يرى في الوجود شيئا جميلا)
منذ ان خرجت حركة “بلدي” الى النور قبل شهر ونصف تقريبا, انقسم أهالي الطيبة الى قسمين : القسم الأول وهم الذين شكلوا الغالبية الصامتة استبشروا خيرا واستيقظت مشاعرهم واحاسيسهم وكادوا لا يؤمنون بصحة ما يسمعونه نظرا لسنين الإحباط واليأس التي مرّت عليهم والتي افقدتهم أي بارقة أمل في ان تتغير الأوضاع في الطيبة الى الأحسن.
وها هم يسمعون عن حركة فتية قام به مجموعة من شباب وشابات الطيبة ومن ورائهم عدة شخصيات وطنية ومشهود لها بالصدق والمصداقية وهم طالما وقفوا صامدين في وجه كل اوجه الفساد التي طغت على البلد وافسدته ومزقت نسيجه الإجتماعي وهمشته حتى اصبح المواطن الطيبيّ يخجل ان ينسب نفسه لها بعد ان كانت الطيبة منارة تضيء للقاصي والداني.
هذه المجموعة من الأهالي بعد ان دبّ فيهم الأمل اصبحوا يخافون من ضياع التجربة وفشل الفكرة الأمر الذي قد يحبط اية محاولة لأية حركة او حراك شعبي في المستقبل.
وان انسى لا انسى ذلك الأب الذي قال لي ان بناته متحمسات جدا للحركة ويريدن الإنتساب ويطالبنا هذا الأب الكريم ألا نخيب امل بناته ونستمر رغم الصعاب الجمة التي حتما ستواجهنا فنحن ما زلنا في بداية الطريق والتوقعات منا كبيرة والآمال عالية وكلنا نعرف ان اطرا سياسية اكثر واقدم تنظيما منا فشلت في تحقيق اماني الطيبيّين واحلامهم وطموحاتهم ناهيك عن تحقيق حقوقهم.
نحن نعدكم اننا سنبذل كل ما في وسعنا لإخراج الطيبة من الهاوية التي أوصلتها اليها جميع السلطات البلدية المتعاقبة من عقود طويلة. ولكننا وليكن هذا معلوما للجميع لا نستطيع لوحدنا ان نصنع المعجزات. نريدكم معنا وأمامنا وفي وسطنا فإن كانت قلوبكم على الطيبة فمكانكم معنا قلبا وقالبا قولا وعملا ولن نخيب املكم.
القسم الثاني من اهالي الطيبة وهم قلة هم اؤلئك المنتفعون من هذا الوضع المأساوي للطيبة رغم انهم يتشدقون بحبها ويتباكون عليها وهم من اوصلوها الى الحضيض.
مثل هؤلاء هم ومن حولهم من المتسلقين والمصلحجيين لن يتقبلونا ولن يستقبلونا بأية كلمة ايجابة حتى لا يريدون اعطاءنا الفرصة للعمل وللمبادرة. ممّ هم خائفون ومذعورون ؟ لمّ يشككون بنا ويسخرون منا ويصفوننا بالذين لا تاريخ لهم ولا رصيد لهم ولا تجربة لهم. يا سلام هكذا إذا ؟ نعم انا اعترف ليس لنا تجربة بالفساد. ليس لنا تاريخ بالنفاق؟ ليس لنا رصيد في البنوك ولا سيارات فاخرة ولا فيلات على حساب مصالح اهالي الطيبة.
لنا الشرف ان نكون كذلك واهالي الطيبة مرّوا على كل اسم من اسماء اللجنة التأسيسية وشهدوا لهم بالنزاهة ولكن هناك من لا يستطيع قول الحقيقة الساطعة لمرض في قلبه وسقام في روحه.
هؤلاء من وراء اسماء مستعارة يشككون ويهزأون لو كانت لكم اصلا الشجاعة الأدبية لعلقتم باسمائكم الحقيقية حتى نستطيع ان نتحاور وهنا اعيد واكرر ما طلبته سابقا من يريد التحاور معي ومع اي عضو من اعضاء حركة “بلدي” على الهواء مباشرة فنحن نشكره سلفا عندها نعرف ان قلبه على البلد وليس عل جيبه.
يا أهالي الطيبة حكموا ضمائركم وعقولكم وقلوبكم ولو مرّة ان لم يكن من اجلكم فمن اجل اولادكم واحفادكم واولاد احفادكم. نعم الشعوب الواعية تفكر لمئات السنين الى الأمام ونحن للأسف متناحرين على شو؟ ماذا حققت لكم العائلية ؟ هل اوقفت العنف المستشري في الطيبة ؟ هل منعت هدم البيوت ؟ هل وسعت المساحه المعدة للبناء ؟ هل بنت المدارس والنوادي المتطورة ؟ هل اقامت الساحات العامة للاطفال والأسر ؟ هل اقامت كلية او مسبحا او مكتبا حكوميا والقائمة تطول.