ويل لامة اصبح الكذب فيها منهج حياة. بقلم: جهاد بلعوم

وأمراض هذه الأمة كثيرة موجعة ! ولكن مرض الكذب اصبح جرثومة واسعة الانتشار واصبح منهج حياة في كل مرافقها , حتى اننا اصبحنا لا نصدق شيئا ولا نؤمن باي شيئ .

ان خطورة الموضوع الذي نحن بصدده يتعدى كونه افة الى كونه سبب رئيس في ضياع هذه الامة المتخبطة اصلا في معايير كثيرة مشوهه وبطموحات واهية وتمنيات فارغة .

أن الحقائق على أرض الواقع ستظل هي المقياس الحقيقي والمعيار الصحيح للكشف عن أية انحرافات قد تصيب إحدى فئات المجتمع وطوائفه ومأساتنا اننا اصبحنا نكذب على انفسنا ونستخدم كل ما هو متحرك كي نقنع الاخر بصدق طروحاتنا وصدق قضيتنا مستخدمين التضليل وقلب الحقائق وتشويه الاخر باساليب يندى لها الجبين طمعا في اقناع انفسنا المريضة قبل اقناع خصومنا بصدق قضيتنا, ناسين او متناسين اننا مجرد اداة خسيسه بيد غيرنا لزرع الفتنة ولغرس قيم الشك بانفسنا كمرحلة متقدمه على منحدر الهزيمة .

الكذب يذهب الأمان وكذلك الشك في الاخر من أهم العوائق التى تقضى على الروابط المجتمعيه وتؤدي في النهاية الى متاهات لا يمكن السيطرة عليها.

وليس الاعلام الكاذب الدجال سوى ذراع مشلولة من اذرع مجتمعنا الفاسد، وقد أصبح الإعلام اليوم سلاحاً من أخطر الأسلحة على بنيان قضايانا العادلة التي فشلنا في الدفاع عنها لاننا لا نخدمها بل نمتطيها او نخدم من خلالها اجندات خارجيه او فئويه او شخصيه وهي افة اخرى اكتسبناها في رحلتنا الطويلة الى قاع الانسانية والبشرية.

نحن تعبش في كذبة كبيرة فنحن كاذبون في قوميّتنا وفي إخلاصنا وولائنا لديننا وفي إنتمائنا لارضنا وفي تربيتنا لاطفالنا وفي تعاملنا مع شريك حياتنا او شريك عملنا, نحن نكذب في كل شيئ ، كل شيئ حتى اصبحنا نكذب على انفسنا ونصدق ما نكذب, نعيش في احلام وردية من نسج خيالنا ونبني عليها منهاج حياتنا، نرفض الواقع ونستهزئ به لاننا فقدنا السيطرة على انفسنا واصبحنا ضعفاء النفوس, جبناء , لا نقدر على مواجهة حقيقة انفسنا المهزومه، نتهرب من مسؤولياتنا تجاه انفسنا ومجتمعنا وقضايانا, اصبحنا مسطحين فكريا وعقائديا .

مجتمعاتنا اصبحت رثة فاشلة ومفشله، مهزوزة الصورة والمضمون، غير قادره على قيادتنا الى مصاف الشعوب المتحضره, الناجحه بل تشدنا بصورة لولبية نحو عصر القرود .

ثوراتنا لن يكتب لها النجاح ما دامت ثورات هشه لا ترسم لنا طريقا واضحا نحو التغيير الفكري والنضوج التربوي حتى لا يصبح الكذب داء عقيم ينخر في عقول اطفالنا واجيالنا القادمة التي سترسم لنا طربقنا الى الصدق والواقع .

أهلا بكم فى عصر القرود.

Exit mobile version