الطيبة – موسم الزيتون انتهى واسعار الزيت ترتفع اكثر !
تقول الاغنية الشعبية “على دلعونا” :”زيتون بلادي اجمل ما يكون ..” وكما اعتادت الاجيال في بلادنا، فان موسم قطاف الزيتون يستمر منذ منتصف شهر سبتمبر وحتى اواخر اوكتوبر (هذه الايام) فكيف حال موسم الزيتون هذه السنة ؟
ان قيمة شجرة الزيتون في حياة العربي الفلسطيني كبيرة جدا، لدرجة وجودها بكثير من الاغاني والاهازيج الشعبية عدى عن وجودها بايات عديدة في دين الاسلام ومنها :” والتين والزيتون وطور سنين ..” صدق الله العظيم وغيرها، الا ان هناك علاقة طردية بين تراجع وجود المزارعين والمهتمين باشجار بلادنا وبين تقدم مجتمعنا نحو التمدن، ففي حين كانت الطيبة والمدن (قرى ان ذاك) تعتمد بشكل اساسي وكبير على موسم الزيتون لتخزين القوت والزاد اصبحت ظاهرة قطاف الزيتون والاهتمام به نادرة، اما بسبب انشغال الناس بالحرف والاعمال او بسبب قلة الاراضي، وبين هذا وذاك، اصبحت جرة الزيت وهي مركب اساسي في كل بيت عربي فلسطيني غرضا باهض الثمن ويصل سعرها في بعض الاحيان الى 500 او 600 شيكل .
ام محمد :” لم يعد الاهتمام كما كان، ويا ليت الزمان يعود يوما .. ”
احدى المزارعين الذين يهتمون بالزيتون حتى اليوم هي الحاجة ام محمد حاج يحيى، مزارعة ابا عن جد، تحافظ على شجريات الزيتون القليلة التي بقيت بارضها تقول:” في السابق كانت ارض الطيبة خصبة ومليئة باشجار الزيتون، وكانت لدى كل عائلة عدة شجرات يهتمون بها ومن ثم يقطفون ثمارها ويعصرون الزيتون ليقتاتوا عليه في الشتاء، وكانت اغلب العائلات تكتفي بزيتونها من زيت او زيتون مرصوع، ومن كان يملك اكثر من هذا كان يعد ميسور الحال”.
وتابعت الحاجة:” اليوم لم تتبقى اراض كافية من اجل ان يهتم الناس بشجر الزيتون، فاغلب الاراضي اصبحت اراضي للبناء، وليس كل من يملك ارضا فيها اشجار زيتون يستطيع او يرغب بقطفها وعصرها، فاما لقلتها فهي “مش جايبة تعبها” او بسبب انشغاله بعمله لم يعد الاهتمام كما كان، ويا ليت الزمان يعود يوما”
” هذا الموسم كان ضعيفا والمواسم القادمة لا تبشر بالخير ..”
اما المزارع الحاج امين، الذي لم يرغب ان نقوم بتصويره فقال:” هذا الموسم ضعيف جدا من ناحية المنتوج النهائي، فشجرات الزيتون لا تحمل ثمارا كثيرة، وهذا يعود ان طبيعة شجر الزيتون تاتي بموسم جيد ومن ثم يردقه موسم شحيح، ما حصل في اخر موسمين هو ان الموسم الماضي كان من المفروض ان يكون جيدا لكنه جاء شحيحا بسبب شح الامطار، وهذا الموسم توقعنا عدم كونه جيدا في الاساس وهذا ما كان”.
واضاف:” الاراضي اصبحت قليلة وشتاء بلادنا لم يعد ماطرا كما السابق وهذا يؤدي لارتفاع كبير باسعار زيت الزيتون الاصلي كما ان زيتون الطيبة يعد من افضل انواع زيت الزيتون كونه زيت جبلي “.
معصرة بير السكة:” تراجع ملحوظ بعدد المزارعين القادمين للعصر من الطيبة ..”
توجه مراسلنا لمعصرة “بير السكة” من بلدة بير السكة المجاورة، وسألهم حول عدد المزارعين مقارنة بالماصي فتلفى الاجابة التالية:” بالفعل فان عدد لمزارعين القادمين الينا من الطيبة قل نسبة للماضي، ومع هذا فان تجارة زيت الزيتون مستمرة حتى اليوم في البلدان التي توجد بها اراضي مزروعة باشجار الزيتون “.
أحسن أشي دار الحاج يحيى