تقرير مؤشر الديمقراطية 2013 : قلق من التوتر بين الاغلبية اليهودية والأقلية العربية

على شرف رئيس الدولة شمعون بيرس ، عرض المعهد الاسرائيلي للديمقراطية في اسرائيل  في بداية الاسبوع تقرير مؤشر الديمقراطية لعام 2013 وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر المؤتمرات في بيت رئيس الدولة في مدينة القدس،

 بمشاركة العشرات من الاخصائيين والباحثين وشخصيات من الوسطين العربي واليهودي .

وقال رئيس الدولة وفي كلمته الافتتاحية لعرض مؤشر الديمقراطية الاسرائيلية لعام 2013: “هنالك نقاط جدا ايجابية ايضا في المؤشر وهي الاستعداد لدى مجموعة كبيرة من المواطنين للتنازل من اجل الآخر من خلال تقليل الفجوات بين الاغنياء والفقراء، كذلك حب المواطنين للدولة وحب العيش فيها من قبل مواطنيها العرب واليهود، وما من شك أن هذه النتائج تعتبر ايجابية وتبشر بالخير”.

ظواهر لافتة

رئيس المعهد الاسرائيلي للديمقراطية الدكتور اريك كرمون استعرض امام رئيس الدولة والحضور المؤشر مستعرضا من خلال كلمته اهم المعطيات والأرقام لمؤشر الديمقراطية لعام 2013. وقال اريك كرمون: “تشير نتائج استطلاع مؤشّر الديمقراطية الإسرائيلية لعام 2013 إلى العديد من التوجهات، وتبرز من خلالها ظواهر لافتة وجديرة بالذكر في سياق مواقف الجمهور في إسرائيل بشأن مواضيع ذات صلة بالديمقراطية الاسرائيلية: بالرغم من المفاجآت الانتخابية التي حملتها في طيّاتها انتخابات سنة 2013 والتغييرات الكبيرة في تشكيلة الحكومة، إلا أن هذه الانتخابات ونتائجها لم تجلب معها، ولم تحدث وتؤدي إلى تغييرات في مواقف الجمهور بشأن المواضيع التي يفحصها المؤشر، إذ كانت التغييرات في معظم المواضيع معتدلة، مقارنة بالسنوات السابقة. وفي المواضيع التي تم رصد تغييرات فيها، يجب انتظار نتائج فحوصات أخرى، ليتسنّى الجزم، بدرجة مقبولة من التأكد والحذر، بأننا بالفعل بصدد تحوّل حقيقي في مستوى الوعي والموقف.

تعريف الوضع العام

وحول سؤال   عن الوضع العام في الدولة اجاب كرمون :”خلافًا لما يبرز غير مرة في الإعلام، فإنّ الجمهور اليهودي يميل إلى تشخيص الوضع العامّ في الدولة على أنّه متوسط (بين بين)، أي أنّه ليس رائعًا ولكنّه ليس داكنًا أيضًا. معنى ذلك أنّ النتائج التي حصلنا عليها لم تتغيّر تقريبًا قياسا بالسنة الماضية. في المقابل، فإن الجمهور العربي، الموجود على الدوام في وضع الأقلية ذات المكانة الضعيفة بنظر الجمهور، يميل إلى تعريف الوضع العامّ كوضع أكثر سلبية، مع أننا رصدنا في هذه الحالة أيضًا ميولً قوية باتجاه الوسط، علما بأن الفئة التي ترى وبوضوح أن الوضع أسوأ هي فئة الشباب، لكن الخبر السيء بالنسبة لمن يتوقعون أن ذلك سيحرّك الشباب للعمل، يتمثل في أنهم على طول هذا الاستطلاع لا يظهرون أي دافع لزعزعة النظام القائم”.

حالة الديمقراطية الاسرائيلية

وحول سؤال حول حالة الديمقراطية الاسرائيلية اجابت البروفيسور تامار هيرمان  من طاقم المعهد الاسرائيلي للديمقراطية وقالت : “عندما يدور الحديث عن حالة الديمقراطية الإسرائيلية، فإن التقديرات أقلّ إيجابية. والنقص الأساسي الظاهر للعيان، وفق إجابات من أجريت معهم المقابلات، هو في حق العيش بكرامة، أي في الجانب الاقتصادي – الاجتماعي. أما عندما يدور الحديث عن القيم الديمقراطية، مثل حريّة التعبير أو حريّة الانتظام، فإن الوضع جيد نسبيًّا حسب رأي من أجريت معهم مقابلات.

موقف الاغلبية والفرد

وحول واقع وموقف الاغلبية والفرد في اسرائيل فقد اجابت هيرمان: “حين يدور الحديث عن الاغتراب عن الدولة، وكذلك عن اعتزاز الفرد بكونه إسرائيليًّا، لا تؤكد نتائج الاستطلاع الصورة القاتمة السائدة في الخطاب العام. صحيح أن هنالك انخفاضا متواليا معينا في شعور عموم الجمهور بأنه جزء من الدولة ومشاكلها وكذلك بالاعتزاز بكونه إسرائيليًّا، لكن إذا تعلق الأمر بالجمهور اليهودي، فإن الانخفاض طفيف، إذ مازالت الغالبية العظمى تشعر بأنها جزء من الدولة، كما أنها تعتز بكونها إسرائيلية. وفي المقابل، تشير المعطيات إلى أن الشعور في أوساط الجمهور العربي بأنهم جزء من الدولة ومشاكلها، لا يشمل سوى قلة، كما أنّ الاعتزاز بكونهم إسرائيليّين ضعيف، أي أننا بصدد جمهور لا يشعر أنه “في بيته” بالنسبة لجنسيته الإسرائيلية، وهو أمر غير مفاجئ، لأن إسرائيل دولة تعرّف نفسها على أنها دولة “يهودية وصهيونية”، بل إنّ فئة الأغلبية اليهودية تبدي في معظمها استعدادًا لإقصاء المواطنين العرب عن دوائر اتخاذ القررات في المواضيع المصيرية، لا بل تبرز لديها رغبة متزايدة، وفي أوساط الشباب، في اعتبار الدولة أكثر يهودية منها ديمقراطية”.

التوتر العربي – اليهودي

وحول التوتر العربي – اليهودي، أشارت هيرمان: “يتضح أن التوتر العربي – اليهودي يعتبر حادًّا بنظر النسبة الكبرى من الجمهور. ومع ذلك، فقد رصدنا توجّهات تتعلق بشبكة العلاقات بين هذين الوسطين، تبدو، ظاهريًّا على الأقل، عكسية بل متناقضة. وتتمثل إحدى الظواهر في أن أوساط الجمهور اليهودي أصبحت أكثر تفضيلا للعنصرين “يهوديّة” و “ديمقراطيّة” كلّ بحد ذاته، في تعريف الدولة، وأقل تفضيلا للصيغة الدامجة التي تعرّف دولة إسرائيل على أنها دولة “يهودية وديمقراطية”، كذلك وجدنا رغبة واضحة في جعل القضاء الشرعي اليهودي حجر أساس في جهاز القضاء الإسرائيلي. وهنالك أيضًا أغلبية قليلة تؤيد تشجيع الحكومة على إقامة بلدات جديدة في أرجاء البلاد لليهود فقط – أي ليس للعرب. وفقط أقلية تؤيد العنصر الثالث في مشروع القانون “إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي”، أي إلغاء مكانة اللغة العربية كلغة رسمية في إسرائيل. صحيح أنه يبرز هذا العام انخفاض في نسبة اليهود الذين يؤيدون فكرة تشجيع الحكومة لهجرة العرب من الدولة، لكن بموازاة ذلك فإن الجمهور اليهودي منقسم على نفسه بشأن قضية منح اليهود في البلاد حقوقًا أكثر من الحقوق الممنوحة لغير اليهود. إن كون أكثر من نصف المجيبين على الاستطلاع يرون من اللائق منح اليهود حقوقًا أكثر من غيرهم يعتبر إشكاليا جدًّا من الناحية الديمقراطية، إذ أن جوهر الديمقراطية هو الحقوق المتساوية لجميع المواطنين، وهذا ما ضمنته أيضًا وثيقة استقلال دولة إسرائيل. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه تم هذه السنة تسجيل انخفاض في نسبة الأفراد في الجمهور اليهودي الذين يعتقدون أن الأغلبية اليهودية هي أمر ضروري لاتخاذ قرارات مصيرية في قضايا السلام والأمن وفي قضايا المجتمع والاقتصاد، لكن في الوقت نفسه، تعتقد نسبة كبيرة من اليهود المشاركين في الاستطلاع بأنه في حال تم اجراء استفتاء شعبي للتصديق على معاهدة سلام مع الفلسطينيين، فإنه يجب عدم إشراك العرب فيه.

Exit mobile version