ظاهرة غياب اللغة العربية عن اللافتات في الشارع العربي ، ظاهرة تدعو للقلق والأسف في آن واحد، وهذا المقال بقلم المعلمة سهام ادريس .
منذ فترة وجيزة قمت ببحث موضوع لافتات المرور في شوارع البلاد والتي تقع ضمن سلطة وزارة المواصلات ،ناقشت من خلالها عملية تهميش اللغة العربية على هذه اللافتات إما بتجاهلها تماما أو عبرنة الأسماء العربية . طبعا لا يخفى عليكم النوايا التي تقف من وراء هذا التهميش، والتي تتغذى من سياسة موجهة غير معلنة.
اليوم عندما أنظر إلى المشهد اللغوي ( נוף לשוני) في الشارع العربي أتذكر ما كتبت وما ناقشت حينها في تلك الدراسة… وربما كنت سأخجل بعض الشيء عندما أتخيل الأستاذة اليهودية التي قدمت لها الدراسة تمر في شارع من شوارعنا وترى المشهد اللغوي فيه! فالعربية متمثلة على لافتات المرور أكثر بكثير من تمثلها على لافتات الورشات والمصالح التجارية وأنا التي أسهبت في التحليل والتنظير انذاك وخرجت بأكثر من نتيجة … هذا ما لفت نظري وأنا أمرّ بسيارتي من الشارع المحاذي لمدينة قلنسوة ( شارع 444)فاللافتات المكتوبة بالعربية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة مقابل عشرات اللافتات المكتوبة بالعبرية بمبادرة أصحابها.
ولِمَ نلوم ونتهم الجهات العليا بتهميشنا وليس هناك ما يجبرنا على تبني اللغة العبرية أو غيرها ، فيما نملك الحرية المطلقة في الاختيار!!
أعود إلى تلك الأستاذة التي لو أتقنت العربية لقالت لي : ” يداك َ أوكتا وفوك نفخ ! “