يا أهل الطيبة: احذروا السرقات. بقلم: الشيخ رأفت عويضه
تشهد مدينتنا في الآونة الأخيرة تجددا لعمليات السرقة والسطو ،بعد ان كانت حدتها قد خفت ،ففي الشهر الأخير سمعنا عن العديد من جرائم السرقة للبيوت،والسطو المسلح على المصالح وحتى الأفراد،الأمر الذي يستدعي منا المزيد من الحذر والوقاية.
ولان السرقة جريمة من الجرائم التي تفسد المجتمع وضررها وشررها يمتد إلى اضطراب الأمن وإشاعة الفوضى ، وانتشار الخوف والقلق بين الناس ،وهي خلق ذميم وجريمة لا يتصف بها إلا خسيس الطباع،فقد حرمتها ونفرت منها جميع الشرائع السماوية وكذلك القوانين الوضعية.فقد لعن النبي الكريم السارق وهدده بالطرد والإبعاد من رحمة الله عز وجل فقال :
(لعن الله السارق؛ يسرق البيضة، فتقطع يده، ويسرق الحبل؛ فتقطع يده) متفق عليه.
كما نفى عنه صفة الإيمان عند سرقته فقال: (لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن) متفق عليه.
وجعل الله تعالى عقوبة السارق في الدنيا ان تقطع يده تأديبا له ولكل من تسول له نفسه اخذ أموال الناس وممتلكاتهم بغير حق ،قال تعالى:” وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ “سورة المائدة:38
فالسارق عنصر فاسد في المجتمع، إذا تُرك صار فساده في جسم الأمة، فلا بد من حسمه بالحد، تلك اليد الظالمة التي امتدت إلى ما لا يجوز لها الامتداد إليه، االباغية التي تأخذ ولا تعطي لا بد من قطعها،لانها كالعضو المريض في الجسم اذا لم يبتر فشا المرض في كل الجسد.
وأمام هذه الموجة الجديدة من السرقات والسطو والنهب لابد لنا من الوقوف صفا واحدا في التصدي لها باخذ المزيد من وسائل الحذر والآمان لأموالنا وبيوتنا وممتلكاتنا،ومن التبليغ عن السارقين والضغط على الشرطة لتقوم بدورها في القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة،كما لا بد لنا ان نربي ابنائنا على الاستقامة ومخافة الله تعالى واحترام ملك الغير والملك العام والقناعة بما قسم الله تعالى،وإبعادهم عن أصدقاء السوء وملأ فراغهم بالنافع المفيد.