كنت اسير العام الماضي على قدمين، اليوم اسير على عربة بعجلتين , فقدت ساقي بسبب الاهمال البيئي واخشى الفيضان القادم ان يقضي على البقية الباقية من صحتي وصحة زوجتي.
بهذه الكلمات الحزينة بدأ محمد جبالي حديثه امام عدسة موقع “الطيبة نت” الذي يسكن هو وعائلتة في عمارة “وادي الاسد” التي اشتهرت العام الماضي بسلسة الفيضانات، تحت وطأة غياب البنية التحتية وغياب منشأت الصرف الصحي , ووجود الحفر المليئة بالاوساخ والحشرات, والتي تبعث بالروائح الكريهة، في منطقة واد الاسد في مدينة الطيبة .
ويروي محمد جبالي حكايته مع المرض، اذ قال بدأ التلوث في اصبع قدمي لكنه سرعان ما وصل لكف قدمي ثم ساقي التي احتاجت الى البتر الكلي واردف قائلا : “ان الاطباء قد حذروه في وقت سابق من عدم تعرض قدمه لاي تلوثات او رطوبه ونتيجة الفيضانات الاخيرة كما يقول انه ما ان وصل المستشفى، حتى اخبره الاطباء بعزمهم على بتر في الحال, مما جعله يقدم على الانتحار ، والقفز من نافذه المستشفى، لكن في اللحظة الاخيرة شاهدته ممرضة والتي سرعان ما اعطته ابره مخدره” .
ويواصل محمد جبالي تذمره من الوضع الراهن، قائلا :” ان الطيبة عندما كانت تحت قيادة مجلس محلي كانت افضل، مطالبا من المرشحين الذين ينون ترشيح انفسهم لانتخابات قادمة، ان ينظروا لهذا الحي”، مؤكدا انه ليس الشخص الوحيد الذي يعاني، من وضع حي “وادي الاسد”، معربا عن اسفه على غلطة عمره حين اشترى بيتا يقع في هذه المنطقة، ومن ثم القى اللوم ايضا، على مهندسي تلك البيوت في عدم تحذيرهم السكان بتلك الكوارث التي ستحل بالمكان .
ويشار انه في العام الماضي كانت عمارة “وادي الاسد” قد تعرضت لكارثة بيئية نتيجة الفيضانات (شاهد الفيديو هنا) وكان السيد محمد جبالي وزوجته التي تعاني من ازمة تنفس شديدة وخلل في الرئتين، قد اجتاح الفيضان شقتهما الامر الذي اضطر الدفاع المدني وسيارة الاسعاف من المدينة من الوصول الى الشقه واخراجهما قبل حدوث كارثة اكبر من ذلك.
واخيرا هذه هذه حكاية جبالي مع ساقه ومع تخوفه من فيضان قادم قد يقضي على البقية الباقية من وضعه الصحي اذا لم يكن هناك أي تغير.
روابط ذات صلة :
فيضانات وسيول تغمر مناطق واسعة في الطيبة
اهالي حي الشل يعانون اثناء الفيضانات وبعدها