العمل بالسياسة بحاجة الى جهد وتعب وحنكة… بقلم ياسر ناشف
و حتى تكون سياسيا فهذا يعني ان تعي ان كلمة سياسة في الاصل هي ساس وسايس والسايس تطلق على مدرب ومروّد الخيول وهذا يعني مهمة صعبة وسهلة في آن واحد,,,كل منا يطمح بان يكون قائدا وذا شهرة ومحبوبا ولكن الاهم من ذلك هو كيف تستطيع ذلك,,في قصة قصيرة ذكرني بها صديق عزيز من كتاب الامير الصغير لفتة رائعة لكيفية قبول الناس للشخصية وذلك ان مفكرا تركيا جاء الى نخبة من ناس وشرح لهم طريقة معينة عن حل لمشكلة ما فلم يعره احدا اي اهتمام فخرج من عندهم وعاد في اليوم الاخر بلباس وشكل جديد حيث خلع اللباس العثماني وحلق شنبه ولحيته وسّرح شعره ولبس بدلة عصرية مع ربطة عنق وشرح لهم نفس الفكرة التي طرحها بالامس فما كان من الحضور الا ان بدأوا بالتصفيق والثناء عليه واعجابهم بفكرته وعندما همّ بالخروج اخبرهم انه نفسه من جاءهم بالامس وطرح عليهم الفكرة بلباسه التقليدي.
وهنا نستشف مدى سخافة البعض باستجمالهم للمنظر اكثر من الجوهر وكذلك حنكة التركي في كيفية ايصال فكرته بعد ان استوعب ضيق عقول الحاضرين وسطحيتهم, وهذا يعني ان الامر السياسي بشكل عام بحاجة الى مرونة وفهم وحنكة وثبات على المبداأ وطرحه بطرق ملائمة ومتوافقة مع الجميع وكل حسب نظرته. وهذه طبيعة سايس الخيول الناجح الذي يدرب ويرّود كل حصان حسب طبيعة هذا الحصان ليعطي الهدف الاصيل للسايس وهو ترويده.
الهدف المنشود بحاجة الى استراتيجية متعدده الطرق وباساليب مختلفة تسير حسب الاجواء والطقس والجغرافيا المحيطة دون التنازل عن مبادئ القاعدة والابتعاد عن الهدف. ان الامر ليس فقط ان اركب حصانا واطلق على نفسي لقب الفروسية, ,فالفارس سايس وشهم وقوي وذكي وشجاع ومراوغ وحكيم وجريء وبليغ اما من يركب حصانا فقد يكون متسابق او هاوي او مستعرض. ان اكثر نجاحات يستطيع تحقيقها النخبة هو تعاونهم فيما بينهم في كيفية الوصول للهدف يدا واحدة بعيدا عن الاستقطابات الداخلية والتمرتس خلف اقطاب دون اخرى وهذا ما يجعلهم ساسة وفرسان بحق وحقيق