نحن عباقره حين تتدحرج المسؤوليه الينا نخلق الاسباب تلو الاسباب حتى لا نضيئ شمعة بل نلعن الظلام, كلنا فاشلون ولا استثني احد .
كلنا يعي ظاهرة هجرة العقول ويعي ان هذه العقول والقدرات والمواهب ما كان لها ان تترك وطنها لو وجدت فيه الحضن الدافئ والمحيط الذي يقدرها ويمد لها يد العون ولا يدفعها للفشل.
قد لا نوافق هذه القدرات ونوصمها بالضعف لانها ارتأت لنفسها الهروب من المسؤوليه ولم تقف امام التيار وتدافع عن قدراتها ومواهبها ,وقد نقول ان هذه العقول ما كان لها ان تتقدم في مجالاتها وما كانت مدعاه فخر لبلدها لو ظلت تراوح مكانها وتلعن الظلام ولم تبحث عن البيئة الحاضنه التي تقدرها وتهيئ لها كل الوسائل العلميه والاجتماعيه لرفعتها.
لكن مردود ثمار هذه العقول لم يعد بغالب الاحيان بالفائده على مسقط رأسها بل على المجتمعات التي وفرت لها الدفئ والوسائل والاستثمار وسرقتها عنوة من وطنها الام .
مهما كانت نظرتنا للاسباب ودواعي هذه الهجره الا اننا قبل ان نلومها يجب ان نشير الى ضمائرنا ونلوم انفسنا ومجتمعاتنا فهذه القدرات ما كان لها ان تفكر بالهجره لو وجدت مجتمعا يعي لحظاته الفارقه ويعي سلم اولوايته , مجتمع يقدر المواهب ويرعاها ويسهر عليها كي يعود منتوج فكرها وعطاءها له ,مجتمع جل اهتماماته بشبابه وشاباته,بمستقبله ومستقبل الاجيال القادمه .
نحن لسنا مكبلون ولسنا عجزة حتى نجلس ونندب حظنا ونعلق فشلنا على شماعة الاخرين.
نحن عباقره حين تتدحرج المسؤوليه الينا نخلق الاسباب تلو الاسباب حتى لا نضيئ شمعة بل نلعن الظلام, كلنا فاشلون ولا استثني احد .
نحن نسحق ابنائنا ثم نقول لهم ليس هنالك ما يمكن فعله, هاجروا , اتركوا بلادكم حتى تبنوا مستقبلكم , اتركوا موطنكم لطيور الظلام واتركونا فنحن عاجزين عن حمايتكم .
هذا ليس فيلما وثائقيا ولا مقال بكتاب ثقافي بل هذا هو حال مجتمعنا الذي لم يع متطلبات المرحله ولم يكن له سلم اولويات فترك ابنائه يصرخون ان انقذوا ما تبقى من كرامتنا, فهل تجد هذه الصرخات صدى في نفوسنا ام سنحفر لها ولمجتمعنا حفرة عميقه رسمتها لنا سياسات عليا فغذيناها وسهرنا بكل ما اوتينا من قوة على نجاحها فافقنا ذات صباح لنجد مجتمع متقاعد يندب حظه وحظ ابناؤه .
علبنا ان نلقن الاجبال القادمة لغة الانتماء والعمل فمن ليس لديه المقدره على حب مجتمعه والعمل على نهضته برغم الظروف الصعبه ومن ليس لديه المقدرة على حمايته وبذل المستطاع ليغير مفاهيم مجتمع محبط فهو لا يستحق وطن اكبر وسيجني الفشل تلو الفشل حتى يأتي يوما يرى فيه كل ابنائه قد رفعوا ايديهم ورحلوا عنه وتركوه عاريا وخالي من المقومات لمجتمع يرى المستقبل بعيون ابنائه .