ابو عنترة بقلم: ياسر ناشف
للاسف لا يخفى علينا اليوم التجارة بالكلمات التي تدل على صفة السطوة والعربدة والغوغائية. كأن يكون عنتر والاسد والازعر والصقر وزلمة وووو كثير من هالكلمات الفارغة من مضمون الرجولة الحق وتحمل صفة التهور الحيواني فقط وبعيده كل البعد عن مفهوم القوة والشجاعة التي يراد الصاقها بحملتها.
ترى البعض منهم يتباهى بعربدته وسطوته على الاخرين ظنا منه ان هذه هي القوة والمرجلة لا بل اصبح الامر وكانه منافسة فيما بينهم في عدد مرات اطلاق النار وترويع الناس واذلالهم وسرقتهم واخذ الاتاوات منهم وكم بني ادم في رقبته.
نعم انهم يتفاخرون بسباقهم نحو صناعة الموت واختراعهم لاساليب السرقة وابتكارهم لانواع العنف. وحتى اصبح الحال اي بلد بها عنف اكثر تكون هي الاقوى والاشد رهبة بين الناس.
عجبا لحالنا كيف بتنا مجردين من اخلاق وصفات اجدادنا وكيف تنازلنا عن ثقافتنا العربية بكل ما فيها من شهامة وجرأة وحمية ومساندة للضعيف واغاثة الملهوف والوقوف مع الحق بوجه الظالمين ونصرة المستضعفين.
ثقافة العنف والفساد وصناعة الرعب والترويع باتت شغل شريحة باعت كل معاني الانسانية في سوق الهمجية وحياة الغاب.
اسفي على مجتمع تفكك واصبح كل واحد من افراده بعيدا عن الاخر خوفا وسلامة على نفسه وممتلكاته حتى انه نسي ان الدور بعد جاره واخيه وابن بلده ينتظره.
سحقا لتربيتنا التي ننتهجها مع ابنائنا منذ الصغر وتوجيهنا لابنائنا بقولنا الي بضربك اضربه وخليك زلمه وعار علينا بمداعبة اطفالنا بقولنا لهم اضربه دده ونسينا اننا نزرع العنف فيهم منذ نعومة اظافرهم. ونحن من نشتري لهم الالعاب التي تدل على العنف وتشجع عليه سواء العاب من المتاجر او عن طريق الحاسوب ولعب الاثارة ومشاهده الافلام المشجعة على ذلك.
العنف المستخدم بشكل فردي وجماعات لا بدّ من الوقوف بوجهه موحدّين وعلى قلب رجل واحد بالموعظة والارشاد المنزلي والحارتي والمدرسي والمؤسساتي ومحاربته بكل الوسائل الممكنة والمشروعة من خلال النبذ والمقاطعة والصدّ .
نعم نلجأ للقانون ايضا والذي يخييب ظننا في غالبية الحالات ولكن هذه لا يعني السكوت والصمت وعدم التوجهه للقانون, بل علينا اللجوء وبإلحاح وتكثيف التواصل والضغط وفضح تقصير السلطات القانونية قضائيا واعلاميا.
hنت مش زلمة ولا رح تكون طالما بتستخدم العنف والسلاح الابيض والناري لاخذ اشي مش من حقك ولكي تظهر قوتك. كلنا يستطيع فعل ذلك ولا تظن نفسك فارس زمانك بتصرفتك هذه. تهديد واستخدام العنف النظري واللساني والشكلي والفعلي كلها آفات وأمراض مسرطنة تحملها في جسدك وجسد مجتمعك وتهوي به الى القاع وتجعل منا نعيش حياة الغاب والقوي ياكل الضعيف وكاننا عبارة عن هياكل انسانية بعقول حيوانية.
ضع نقطة واقلب الصفحة وسطر جديد نحو فجر حياة سعيدة تحمل الرقي والاخلاق والتسامح والعفو والتكافل والتعاون بداخلها لنستطيع سوية بناء مجتمع راقي متحضر يفخر بثقافته وحضارته.
كلام جريئ وصحيح