كعادتي دخلت غرفة صفي والبشاشة جلية على وجهي، فبادرني أحد طلابي النجباء سائلا مستفسرا ، يا استاذي: لماذا المعلمة عند دخولها لصفنا تكون كئيبة متوترة الأعصاب، بينما المعلم يدخل مبتسما ؟ فوجهت اليه سؤالا : ما هو تاريخ اليوم ؟ فارتفع صوته : الفاتح للشهر الجديد. فأعلمته أن هذا اليوم هو الأول لدخول معاشات الأفق الجديد، وهنالك زيادة جيدة على المعاشات.فبادرني متعجبا : وهل المعلمات لا يأخذن زيادة معاشات في الأفق الجديد .
وهنا قررت قبل أن خط كلماتي الأولى, لأنني أعلم يقينا أن الكثير سيلومونني وربما اعتقدوا أنني أبالغ بعباراتي وأفكاري…
ولكن الواقع أقوى دليل وبرهان,ففي الأفق الجديد بؤس وشقاء للمرأة المعلمة لأنها تفكر بتحضير وجبات الطعام لأهل بيتها, الأفق الجديد بؤس وشقاء للمرأة المعلمة لأنها تفكر بنظافة الشبابيك والأبواب والأثاث والأرضية , الأفق الجديد بؤس وشقاء للمرأة المعلمة لأن همها الجلي والغسيل وكي الملابس وترتيبها, الأفق الجديد بؤس وشقاء للمرأة المعلمة لأن لزوجها, ولأقاربها ولجيرانها ولصديقاتها لهم عليها حقوق, الأفق الجديد بؤس وشقاء للمرأة المعلمة لأن لأولادها عليها حقوق, في الأفق الجديد تجبر وتقهر المعلمة بالأشتراك بدورات الإستكمال لتحسن من درجتها…
في الأفق الجديد تتنقل الأم المعلمة بين متاعب ومشاكل طلابها وأبائها. في الأفق الجديد تتجلى المرأة المعلمة الشامخة لأنها علمت يقينا أن لربها عليها حقوق عبادته , في الأفق الجديد المرأة المعلمة قمة رائعة بالإيثار لإسعاد أهلها وأحبابها…
فلك منا أيتها الأم المعلمة ألف تحية احترام وتقدير, وجزاك الله عنا خير الجزاء,ودمت ذخرا وفخرا لأمة التوحيد , اللهم آمين .
بقلم : أخوكم الشيخ أبو عكرمة الطيباوي