ماذا بعد… بقلم: ياسر ناشف
ان من واجب كل مواطن في اي مجتمع ان يؤدي فيه دورا ايجابيا ان لم يكن بعمل نافع فالبتوقف عن اي فعل او قول سلبي.
وهذا الامر ليس بالشيء المكلف والصعب بل على العكس تماما.
لا يكفي ان تكون طبيب او محامي او مهندس او صاحب حرفة او مصلحة تجارية لان ذلك يحجم من طاقاتك التي جبلك عليها الخالق عزوجل وبالتالي ضغط نفسي يكبت ما بداخلك من ايجابيات تجاهك وتجاه محيطك ومجتمعك وبالتالي البلد.
كثيرون يتذمرون من البلد وما قدمت له وتناسى انها صبغته التي يعرف الناس على نفسه بها وينسى انها المأوى له ولاهله ومن تجمعهم بمكان واحد كي يتعاونوا على درء المخاطر التي قد تواجههم.
فالبلد بمثابة الجسم الانساني بكل مكوناته ان اصاب جزء منه عطل ولم يتم علاجه امتد للاجزاء الاخرى مباشرة ان لم يكن بالحال والمدى القريب فسيكون على المدى البعيد.
ان النشاط الاجتماعي ليس مقصورا ومحصورا بافراد وانما هو كل من جزء وليس العكس وان كان هناك احزاء اخذت على عاتقها قيادة النشاط والحراك فهذا لايعفي باقي الاجزاء ان تبادر وتشارك وتزاحم وتنافس كذلك لان الجماعة تاثيرها يكون اقوى من المجموعات القليلة.
مرة اخرى شارك نفسك ايها المواطن بمجتمعك من حيث مكانك وقدم رسالة انسانية تخدمه سواء في اطار عملك وذلك من خلال اتقان ما انت فيه وتعاملك مع مجتمعك بروح الانسانية قبل المهنية او من خلال منابر ومواقع ومنصات اخرى تستطيع من خلالها اظهار صورة ايجابية وبحق للمحيط حتى تكون قدوة لهم يقلدونك بصدق لا تمثيلا ولا بشكليات.
وهنا اريد التنويه لاكثر التجمعات في اي بلد وهي المقاهي المنتشرة والتي يرفهه. الكثير عن انفسهم بها,,لما لا تستخدم كمنصات للتوعية والتثقيف باستضافة شخصيات قادرة على مخاطبة الجماهير والتواصل معهم وتذكيرهم بواجباتهم ولا اقول يوميا ان يكون ذلك فيكفي بان يقوم كل صاحب مقهى او استراحة او مطعم باستضافة شخصيه دينية او علمية او ثقافية او سياسية مرة كل اسبوع,,وبهذا يقدم خدمة لنفسه ورواد المكان وبالتالي المجتمع.
وماذا لو تم استضافة هذه الشخصيات بالمدارس وصناديق المرضى كورشات للتنمية البشرية والتوعية والانتماء وما شابهه ذلك.
لبلد صالح ومجتمع ناجح بحاجة لافراد ناجحين يملكون الانتماء الحقيقي لبلدهم ومجتمعهم كي يستطيعوا سوية بناء الفرد والاسرة والحي والمجتمع لتكون بلدهم منارة لهم ولمن حولهم من البلدان.
النشاط والحراك الاجتماعي يعني تعاون وشراكة يساهم بشكل مباشر في زرع المحبة بين افراد المجتمع وبالتالي توادّهم وتعاطفهم وتراحمهم وتلاحمهم وهذا من معاني الانسانية الحقيقية التي جبلنا عليها,,,فحدد دورك في المجتمع واختر بان تكون ناشط ونشيط بعيدا عن اللامبالاة والكسل والتراخي كن ايجابيا لترى كل شيء من حولك جميل.