عقلية شاذّة، بقلم ياسر ناشف
ان ما يجعل العقلية الصهيونية تفكّر ومنذ سنوات في قضية تبادل سكاني بالمثلث او سحب الجنسية من المواطن العربي ليس بتفكير ايدولوجي ديني سياسي بحق وانما يعبر عن فشل للمؤسسة في كيفية استقبالها للفشل والضربة التي تلقتها من خلال مخططاتها الفاشلة اصلا وعدم اقرارها لهذا الفشل نحن نعلم ان كل اربعة عقود يكون هناك تغيير للجيل بمعنى كل اربعين سنة ياتي جيل مغاير عن سابقيه اما بايجابية اكثر او بسلبية اكثر.
فقد عملت المؤسسه ومنذ نشأتها على تطهير العقليه العربية في البلاد من فلسطينيتها وزرع حب الوطن لجيل نشأ هنا بعد قيام دولتهم,,ولكن حصل العكس تماما وذلك بان المواطنين العرب بجيلهم الحال اثبت انه اكثر عروبة وفلسطينية من اجداده وان المواطنين الغير عرب سواء ممن نشأوا في البلاد او من القادمين الجدد اكثر رغبة في الهجرة ومغادرة ارض الوطن ,وهذا بمثابة نكسة ونكبة على رأس القائمين في المؤسسة. لا اريد المبالغة في حب البلد واطلاق حقائق قد تكون زائدة او غير دقيقة ولكني سأتحدث عن اسباب الفشل التي ادت الى تفكير المؤسسه باي طريقة للتخلص من العرب الفلسطينين. محاولاتهم الحثيثة في والتي نجحوا في بعض منها كتفريقهم للعرب عرقيا (دروز وشركس وبدو وحاليا مسيحيين) ظنا منهم بالاستفراد بكل عرق على حدا وهذه المحاوله نجحت في وقت معين سرعان ما فشلت لوعي الكثير من ابناء هذه الاعراق والطوائف وكذلك وعي الاحزاب العربية لهذه المحاولة. محاولات المؤسسة سلخ المواطنين عن الاهل داخل المناطق التي احتلت عام 67 ونسيوا ان رابط الارض والدم والدين بمثابه سدّ منيع لمثل هكذا محاولات.
عدم تخلي المؤسسة عن روح العنصرية المجبولة فيها وبابنائها وذلك من خلال الممارسة اليومية بتفوهات نابية ضد العرب صباحا ومساءً مع حرمانهم من الكثير من الخدمات التي يتمتع فيها من هم غير العرب من المواطنين. استثمارهم السخي في المناطق الغير مأهولة بالسكان العرب وتطوير تلك المناطق لتحاكي الدول الراقية بينما تجاهل المناطق العربية حتى اصبحت وكانها تعيش في دول من العالم الثالث. مصادرة الاراضي بشكل تعسفي من المواطنين العرب وتضييق الخناق عليهم بما يمنع تطور مناطقهم ,ناهيكم عن تضييق الخناق على العرب في المدن المختلطة وتشجيع وتسهيل الامور لمن هم غير العرب. حرمان المؤسسة للمواطنين العرب من تقلد مناصب يستحقونها بجدارة ازا من خلال شروط تعجيزية تصل احيانا لبيع الضمير وكذلك حرمان الطلبة من مواضيع تعليم كونها خط احمر وتشكل خطرا على امن الدولة وهذا بدوره زرع وعي عند الاكاديمين العرب بان سقف حياته في هذه الدولة محدود جدا وانه مهما كان فهو عربي فلسطني.
سن قوانين اقل ما يمكن القول عنها انها مجحفة وظالمة تخص المواطنين العرب في العيش بكرامة وحرية لا تصدر عن دولة تدّعي الديمقراطية. وغير ذلك وما بين السطور من تهديد ووعيد للمواطنين العرب والمخفي اعظم. فهذه وغيرها نبذة من اسباب فشل المؤسسة الحاكمة أدت الى احباط لديها من عدم استطاعتها اسرلة العرب جيل بعد جيل بل ولم تتمكن من زرع روح الانتماء للمواطنين التي تدللهم باستمرار من تشبثهم بالدولة وبذل الغالي والنفيس من اجلها وهذا بدوره جعل المؤسسة بان تفكّر باي حل يكون له اثر ملموس لنجاح وهمي وان كان مجرد فقاعات اعلامية وهذا يعكس تشنج هذه العقلية بدلا من مرونتها ومحاولاتها اعادة حساباتها جيدا في التعامل مع العرب كمواطنين درجة اولى. فان بقيت هذه المؤسسة بهذه عقلية فتوقع منها اي شيء وكل هذا لانها تتعامل مع الاخرين كغرباء ودخلاء وعبيد وانهم شعب الله المختار ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم وهذا يجعلهم بحرب دائمة لمن يعيش معهم على نفس الارض ومن حولهم من الجيران المحيطين بهم ولا ننسى ان اللص في النهاية لا يمكنه العيش بأمان حتى وان اعطاه اصحاب الحق الامان.