مواقف تثير الدهشة تلك التي يصنعها البعض الكثير في المناسبات الخاصة,,فمثلا بفرح ما تجد الزحام على بابه يفوق التصور,وتراهم كيف يتهافتون على اداء الواجب واثبات وجودهم ووضع بصماتهم الخاصة خلال الفرح وكذلك في المهرجانات الانتخابية ومشاركتهم ايضا ببيوت الاجر (العزاء) وان كانت اقل من تلك السابق ذكرها.
لا شك ان مشاركة الناس افراحهم واطراحهم شيء ايجابي ويستحق الثناء والمدح والتشجيع,لانه يقوي العلاقات بين افراد المجتمع وتزيد من ترابطه,ومثل هذه المشاهد نراها ايضا في صلاة الجمعة وتزاحم المصلين في النساجد ومركباتهم التي غالبا ما تغلق الشوارع ,لكن هل فعلا تكون هذه الحالة من باب الايمان والصدق والالتزام ام ان كل ما ذكر هو عباره عن تسجيل مواقف وعروض ازياء , وهذا ما نشهده ايضا في شهر الصيام (رمضان) وتهاتف البعض بالتذكر بان له اهل واقارب وصلة رحم عليه ان يزورهم ويفتقدهم وتذكره بانه يوجد فقراء بحاجة لمساعدته ,وبعد ذلك ينسى المسجد والاهل والفقراء الا من بعض المناسبات هنا او هناك.
استغرب هذا الامر الذي هو من الايجابية بمكان ويستحق التقدير والامتنان ولكن الاستغراب هو كيف يختفي هؤلاء عند مطالبتهم للمشاركة بتظاهرة او مسيرة او وقفة تطالب بحقوقهم وتدافع عنها باعذار غالبا ما تكون واهية .
اعجب وكثيرون يعجبون من هذا العزوف وقلّة الاهتمام وعدم المبالاة واختلاق الاعذار كي يمتنعوا من المشاركة وبذات الوقت يريدون من الاخرين حلّ مشاكلهم اليومية والحياتية وان يتعبوا على ذلك ويسهروا وفوق هذا بان يتحملوا انتقاداتهم واذيتهم والتهجم عليهم.
تناقضات عجيبة نشهدها ونلمسها بطبيعة الانتماء بين مكونات المجتمع في تحقيق وتحصيل حقوقهم ومشاركاتهم بالمصلحة العامة والتي تكون تلقائيا خاصة.
كيف تريد لبلدك ان يتحسن ويصبح افضل وانت معتزل في بيتك ولا تشارك بالفعاليات التي من شأنها ان تصنع التغيير وتحقق الاهداف المرجوة.
المشاركة في الاصلاح شاملة وليست محصورة بفئة او اشخاص انما بكل مركبات المجتمع من اكاديمين ومثقفين وعاملين واصحاب مصالح من كبار وصغار ونساء ورجال.
كلنا نعلم ان الوحدة قوة والمشاركة والتعاون المبني على اسس متينة ركائزها المحبة والمودة والالفة والنوايا الحسنة والاخلاص.
اننا بحاجة الى ان نعيد لبلدنا الانتماء والرقي والتطور والتقدم والايجابية بعيدا عن الانا والمصلحة الخاصة وذلك بنبذ الاستهتار والعمل كجسد واحد لنصلح الاعطال التي اصابته ونبعد الويلات التي اصابته ونعيد تجميعه بعد التفكك الذي نخر في اساساته.
يدا واحدة بشراكة حقيقية وبكثافة نستطيع نعم معا نستطيع ان نعيد المجد ونصنع المستقبل