لقاء مصور مع عائلة ابو علي، احدى العائلات المهددة بهدم منزلها، في مدينة قلنسوة في المنطقة الغربية الواقعة تحت نفوذ مدينة الطيبة، والتي اخطرت باخلاء منزلها الخميس الوشيك.
تعاني المجتمعات العربية في البلاد من حرمان مستمر وتضييق متزايد في مجال الارض والمسكن منذ عشرات السنوات، اذ تفتقر القرى والمدن العربية إلى خرائط هيكلية مصادقة، تمكن ساكنيها من استصدار تراخيص للبناء على أراضيهم وكذلك تفتقر في الكثير من الحالات الى المعالجة والمتابعة من قبل السلطات المحلية.
ومن الأمور التي يعاني منها المواطنون العرب التي تعلق بازمة السكن، هو تجميد التخطيط أو التباطؤ في إنجازه، وعدم توفير حلول سكنية بديلة، الذي يزيد من حدة أزمة السكن ويدفع بالمواطنين العرب الى البناء دون استصدار تراخيص.
ولا يبقى امام المواطن الا خيار واحد من بين خيارين لا ثالث لهما، اما البناء غير المرخص، والعيش تحت تهديد شبح الهدم مما يسلب طاقاته النفسية والجسدية ويحرمه هناء العيش، وبغلق عليه وسط دوامة القلق المشحون بالمخاوف، او التنازل عن حلم الشباب الازلي الذي لا جدال عليه في تحقيق مستقبله وبناء اسرته، وعدم مقدرة الانسان على بناء بيته هذا ليس الا حرمان من الحق في إقامة عائلة والعيش في جو كريم امن يحفظ كرامة الإنسان وخصوصيته.
وفي اعقاب اخطار اصحاب المنازل المهددة بالهدم باخلائها يوم الخميس القادم، توجه مراسل موقع “الطيبة نت” يوم امس الاثنين الى اصحاب المنازل المهددة بالهدم، لنقل معاناة تلك العائلات التي املت في عيد يحمل اليهم هدايا التراخيص، ويطرد شبح الهدم ، الرعب الذي يخيم على حياتهم.
انها عائلة ابو علي، احدى العائلات المهددة بهدم منزلها، التي حاولت بناء بيتها كما ينص القانون لكن القانون تجاهلها، العائلة التي لملمت سنين عمرها المحملة بعرق جباهها لبناء بيت يحتويها، تغاضت عن راحة الجسد واجلت الترفيه عن نفسها، وعكفت على تشييد صرح الامان لها ولابنائها ولاحفادها. وفي وسط الطريق يعترضها شبح الهدم، يعبث بجدرانها لتكر كفرط سبحة بكل بساطة، امام ناظريها، دون ذنب غير انها حاولت انتزاع كيانها غلابا من بين انياب قانون لا يأبه الا بفرض نفسه، غفل عن ان القوانين سنت لاجل خدمة الانسان وليس لاجل ذبحه.
نترككم مع الفيديو المصور مع افراد العائلة، والسيد يحيى جيوسي.