تحيي جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل الفلسطيني وفي الأرضي المحتلة وفي الشتات ذكرى يوم الأرض الخالد والذي يصادف الثلاثين من آذار 1976. يوم هبت جماهير شعبنا الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب وفي أنحاء تواجده وفي يافا أيضا دفاعا عن الأرض والمسكن. يوم دفع شعبنا الفلسطيني ثمن هذه الوقفة بدم الشهداء الستة الذين سقطوا وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة ودفاعا عن الأرض التي قررت دولة إسرائيل مصادرتها ضاربة عرض الحائط احتياجات شعبنا الفلسطيني الصامد على أرضة .
وليسطّر هؤلاء الشهداء تاريخ هذا الشعب بالدم الذكي والغالي دم الشهداء الذين سقطوا وهم يتصدون بصدورهم لهمجية السلطة والشرطة معا . ويستمر هذا الشعب الصامد بدفع ثمنا باهظا دفاعا عن الوطن الغالي. ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي تطلق فيها الشرطة النار على أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل فد تكرر المشهد مرة أخرى يوم هبة أكتوبر لدفع ثلاثة عشر شهيدا والمئات من الجرحى.
تعيش جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل اليوم , حالة من الضبابية وعدم الاستقرار , تعيش حالة من الغضب والغليان لما يدور حولنا من قوانين عنصرية فاشية وتطاول قوى اليمين المتطرف على مدننا وقرانا وتغاضي الشرطة الإسرائيلية لما يقوم به هؤلاء الأوباش من اعتداء على حرمة البشر والشجر بل وحتى الحجر لم يسلم منهم .
كما وتعيش جماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني بأكمله حالة من الانقسام بين الأشقاء داخل شعبنا الذي يخدم المحتل ويزيد الطين بله. نعيش فرحة نصر الثورة في مصر وتونس وليبيا واليمن وبعدها تقشعرّ أبداننا لمشاهد البطش والطغيان والظلم في هذه الدول , وكأن شعبنا العربي يعيش مخاض ولادة فجر جديد يبشر بانتهاء مرحلة من تاريخ شعبنا العربي كتبت بالدم نرجو من الله العلي القدير أن تذهب بلا رجعة ليعود شعبنا العربي إلى سابق العهد الذي هو بمثابة مفخرة لكل عربي ومسلم .
ما زلنا نعيش تهديد السلطة بإخلاء المئات من العائلات العربية من بيوتهم . وتستمر السلطة بتجاهل احتياجاتنا كأقلية عربية لها مكوناتها وخصوصيتها . بات المخطط واضحا , والسياسة مكشوفة واللعبة معروفة الهدف منها التهديد والتهويد .
الهدف منها التطهير العرقي نعم التطهير العرقي ليكن الأمر واضحا للجميع . لم تعد قضية التهويد تقلق السلطة لأننا نشكل 20% من سكان الدولة حسب احصائياتهم . الهدف هو التخلّص مما تبقى من السكان العرب بكل الوسائل المتاحة وتحت غطاء القانون . هذا القانون الجائر الذي سمح بمصادرة ملايين الدونمات من الأرضي العربية في المثلث والجليل .
القانون الذي أزال عن خارطة البلاد ما لا يقل عن 531 قرية ومنع سكان يافا العودة إلى المنشية وارشيد والبلدة القديمة . القانون الذي صادر كل الأوقاف الإسلامية في إسرائيل بإدعاء أن المسلمون غائبون فانتهكت حرمة المساجد والمقابر وتحوّلت مقابرنا إلى فنادق. فلا يسلم الحي ولا الميت في هذه البلاد من العرب ولو بعد حين . غريب هذا القانون الذي يسمح بانتهاك حرمة الميت إذا كان مسلما فقط أما الأموات الآخرون فحدّث ولا حرج.
كل طفل في فلسطين يعرف اليوم أن يافا عكا الرملة وسائر المدن المختلطة في خطر . وكلنا يعرف أن سكوتنا هو أداة لتنفيذ المخطط . وكلنا يعرف أن القضية لم تعد هذا البيت أو تلك العائلة . القضية هي أنا وأنت يا أخي . ارفع رأسك يا أخي وأنت يا أختاه فلسطين اليوم بحاجة إلى التكاتف والعمل المشترك من أجل التصدي ومواجهة الخطر.
فلسطين اليوم بحاجة إلى كلمة واحدة وصف واحد يدفع الخطر عنا. تنادي كل فرد من أفرادها , لنقف وقفة رجل واحد دفاعا عنها لكي لا يدنسها المستوطنون الأوباش. لنتصدى للهجمة الشرسة من قبل السلطة ونفشل مخططاتهم. مواجهة هذا الخطر يكون بالمجهود المشترك والعمل معا من أجل تحقيق الهدف . هدف البقاء على أرضنا لن نتخلى عن بيوتنا ولا عن أرضنا ولا عن أوقافنا. نحمي البيت والمسجد والكنيسة. نطالب بحقوقنا وهذا حق مشروع. نشارك في التظاهرات والمسيرات التي تدعم مشروعنا , مشروع الصمود والتصدي , مشروع البقاء في أرضنا .
ويقول الشاعر:
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لعم ركابا
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا
لا يريد اليهود إلا رؤية الأسد الإسلامي قد نهض, لننظر إلى أذنابهم قد طالت, وقد تركوا خلفهم جل الأرض, ولكني لا أدري كم نحتاج من الوقت لينهض ذلك الأسد من سباته, الذي ما إستجرأ أحد من العالمين أن يتعدى عليه في الماضي وإلى الآن, بل انهم الآن يضايقونه, وإذا أدركوا أنه سيستيقظ, كفوا عنه أذاهم, حتى إذا خلد مرة أخرى إلى النوم, ضايقوه مجدداً, وتلك هي الحقيقة التي نعلمها جميعنا.
الإسلام ليس ضعيفاَ, ولكن الأية كانت صريحة للغاية, حتى نغير ما بأنفسنا, وعندها ستعود الأرض أمجاداً وأمجاد وإشراقة الشمس لن تكون إلا من ربوع الإسلام, ولن تغيب إلا قي ربوعه,فصبراَ إلى أن يشاء المــولى أن يتحقق الوعد, والذي ستعود على أعقابه أرضنا, وستحل حينها قضية الإسلام وليست قضية فلسطين فحسب.