لا يكلف الله نفسا الا وسعها، بقلم: جهاد بلعوم
لا يكلف الله نفسا الا وسعها.
لا يُقصد بها التراخي عن اداء مسؤولياتنا في الحياة فالله حين يكلفك بشئ فقد اعطاك المقدرة على ادائه , فان كلفك بقيادة شعب او مجتمع او بيت فقد اعطاك القدرة على تحمل مسؤوليات مهمتك , لذا فعليك اداء وظيفتك على النحو الذي كلفت به .
وكلنا راع لمهامه حتى لو كانت بنظر الغير تافهة الا انها عند الله عظيمة , فالكف عن اعراض الناس مسؤولية جمة لا يفقه كنهها الا من يدركون حجم ادائها، والاسلام لم ينتدبنا لنكشف عورات غيرنا بل ان نسترها، فلا نتلصص على الغير لنشيع اخطائهم بين الناس مهما كان حجمها , والخطأ او الخطيئة تمحى كأنها لم تكن حين يلاقي فاعلها حسابه وفقا لتعاليم الدين .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين تصادف عودته لبيته في الليل بعد سفر طويل يفضل النوم في العراء على ان يطرق باب بيته ليلا حتى لا يُفهم انه يقصد مباغتتهم والتلصص عليهم، ما اعظمك ايها الرسول وما اعظم اخلاقك .
ان عظمة الدين تكمن في وضع الحدود لانفسنا قبل ان نؤدي الرسالات التي كلفتنا بها السماء وان نبني لانفسنا نظام حياة نمشي وفقه للامد القريب والبعيد وان نقيد افعالنا وفق معالم محددة فان لم نكن قدوة لغيرنا فنحن على الاقل قدوة لابنائنا الذين يبنون شخصيتهم ومستقبلهم وفقا لما يروه في من يشكلون محط انظارهم ومرجعيتهم لصقل شخصيتهم وهذه ايضا هي ضمن مسؤولياتنا التي كلفنا الله بها .
ما اعظم ان يعيد الانسان تقييم نفسه ومهامه في الحياة بين الفينة والاخرى حتى لا يضيع في الدنيا ويخسر ايضا حين يقف بين يدي الله ويسأله كيف ادى الامانات امام نفسه وامام من كلف على رعيتهم وهل صان حدوده وحدود غيره .
مقالاتك جميله وشيقه