الترشيح العائلي هو استعلاء عائلي وتعميق للانقسام وتحكيم للمحسوبية والفساد واستهتار بالشباب.
عندما يرشح شخص نفسه باسم عائلة او ائتلاف عائلات/حمائل معينة في موضوع يتعلق بقيادة بلد بأكمله وادارة شؤون عامة للبلد وأهله, معنى ذلك أنه يرى البلدية جزءا من عائلته وقبيلته ليس لسبب الا لكون عائلته هي الأكبر عددا . الترشيح العائلي ينظر الى البلدية كأنها عزبة أو مزرعة خاصة للمرشح العائلي وزمرة المنتفعين التي من حوله .
لقد جربت الطيبة ذلك وعانت الويلات من ذلك فلا يعقل أن تعود الطيبة الى نفس المستنقع الذي دمر البلد ودمر نسيجه الاجتماعي . الترشيح العائلي يدخل في طياته الاستعلاء العائلي وهو يفكك العائلات بدلا من الحفاظ على صلة الرحم . الترشيح العائلي محكوم بالمحسوبيات لاناس منتفعين على حساب المهمشين من شباب ونساء .
الترشيح العائلي فيه اهانة كبيرة لافراد العائلة لأنه يعتبرهم كالقطيع الذي يجب أن يصوت له بشكل أعمى . هل كنا سنقبل أن نختار المعلمين لطلابنا ومدراء المدارس بناء على ذلك ؟ مثلما أن الأمر مرفوض في المدرسة كم بالحري أن يكون مرفوضا لادارة بلد وقيادة شؤونه المعقدة في بلد تعداد سكانه يزيد عن اربعين ألف نسمة معظمهم من الشباب ذكورا واناثا !
الطيبة اليوم ليست القرية الصغيرة التي كانت قبل عقود والقضايا وشؤون الحياة والتحديات اليوم زادت تعقيدا بأضعاف مضاعفة. الترشيح العائلي شبيه بالانظمة الملكية والدكتاتورية في العالم العربي . هل هذا ما ينقذ الطيبة ؟ وهل ابتكار تسميات جديدة مثل ” تكوينات عائلية ” سيغير من الجوهر ؟! اذا عادت الطيبة الى الترشيح/الاستعلاء العائلي لا قدر الله سيأتي خطر اللجنة المعينة من جديد لأن ما بني على باطل فهو باطل.
حان الأوان أن نصارح أنفسنا ونصحح المسيرة وان لا نستخف بشبابنا وأن نعطيهم دورا بارزا في قيادة مسيرة المستقبل بشكل عادل يرى مصلحة الطيبة العامة فوق الجميع وفوق المحسوبيات العائلية وفوق زمرة المنتفعين وفوق الانتماءات العائلية او الحزبية . المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وعندما يكون الكل سواء يتعزز الانتماء الطيباوي لبلده ولقضاياه الحارقة وتسود أجواء الأخاء والمحبة بين الناس ويكون البلد موحدا أمام التحديات الجسيمة التي تتربص له ولأبنائه ولأراضيه.
بقلم المحامي توفيق الطيبي – المتحدث الرسمي باسم حركة بلدي