مصدر دبلوماسي غربي يقول ان جون كيري لم يفشل، بل ان الرئيس اوماما هو الذي افشل المفاوضات من خلال لقائه الاخير مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو في واشنطن قبل شهر، اذ اعتقدت جميع اطراف المفاوضات ان اوباما سيضغط على نتانياهو لترسيم الحدود لكن اوباما اظهر انشغاله بلمف اوكرانيا واضاع الفرصة، حتى ان الاسرائيليين انفسهم فوجئوا من عدم قيام اوباما بالضغط على نتانياهو.
ونشرت وكالة “معا” الاخبارية اليوم ،ان مصادر مختلفة صرحت بان التصريحات الامريكية، يوم امس، التي وصفت المفاوضات بأنها ايجابية، مجرد “خدعة سينمائية” الهدف منها منح المزيد من الوقت للوسيط الامريكي مارتن انديك ليمارس المزيد من المحاولات “الفاشلة” لمنع انهيار المفاوضات، وان جلستي المفاوضات الاخيرتين اتسمتا بالعنف اللفظي والاختلاف الكبير وعدم الاتفاق، ولكن مارتن انديك طلب من الجانبين ان يخرج تصريح امريكي مقتضب يخفف من حدة الامور بشرط ان لا يخرج اي مسؤول اسرائيلي او فلسطيني لتكذيب التصريحات، وهو ما يشير الى ارتباك الولايات المتحدة الامريكية وتخبطها في التعامل بجدية مع ملف المفاوضات وانها صارت تمارس الاعيب اعلامية من السهل كشفها، ما سيتسبب بمزيد من الاحراج لادارة اوباما.
ويحاول الوسيط الامريكي اصلاح ما افسده الدهر، وهو يمارس ضغوطا في الوقت الضائع على الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي من اجل اعادتهما الى طاولة المفاوضات على اساسات متحركة وغير ثابتة، حتى ان الوفدين يشعران مؤخرا انه لا فائدة من مواصلة المفاوضات بهذا الشكل.
جلسة المفاوضات اول امس كانت “عنيفة” واختلطت فيها التهديدات مع المفاوضات، ولكن تصريح المسؤول الامريكي وصفها بعكس ذلك وجاء فيه : “اجتمع المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون بالامس لمناقشة سبل تخطي الازمة في المفاوضات، كان الاجتماع جديا وبناء، وقد طلب الطرفان من الولايات المتحدة ترتيب لقاء آخر اليوم لاستكمال الجهد المبذول.”
ولم تفض لاية نتيجة جلسة امس هي الاخرى، وقد حاول الوفد الاسرائيلي طوال ساعات مقايضة الوفد الفلسطيني حول حرية 30 اسيرا بمواقف سياسية كبيرة في الامم المتحدة وهو ما رفضه الوفد الفلسطيني بشدة، ولكن مسؤول امريكي اعلن قبل قليل النص التالي : “بناء على طلب الطرفين، قامت الولايات المتحدة بترتيب اجتماع بين المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين بالامس وذلك استكمالا للجهود الحثيثة لحل الخلافات بينهم. ومع ان فجوات ما زالت موجودة، يظل الطرفان ملتزمان بتضييق تلك الفجوات.”
وطلب الوفد الاسرائيلي من الوفد الفلسطيني سحب الطلبات التي قدمها الرئيس ابو مازن للامم المتحدة مقابل اطلاق سراح الدفعة الرابعة، الا ان الوفد الفلسطيني رفض ذلك قطعيا. فالقيادة الفلسطينية تحمّل اسرائيل المسؤولية عن فسخ الاتفاق السابق ولم يعد يقلقها الخروج من عنق زجاجة المفاوضات.
ورغم ان زيارة الرئيس ابو مازن للقاهرة اليوم تبدو هامشية الا انها في صلب الاعداد للموقف القادم بعد 29 ابريل الجاري وهو موعد انتهاء مهلة المفاوضات التي طلبها الرئيس الامريكي، ويعتبر اللقاء المنتظر بين الرئيس وبين امين عام جامعة الدول العربية لقاء هاما ومفصليا في قراءة المرحلة القادمة.