المفرقعات النارية خطرا ينبغي الاقلاع عنه. بقلم: د. سائد حاج يحيى

اعتاد الناس في مناسباتهم المختلفة ان يطلقوا المفرقعات النارية للتعبير عن فرحتهم وغبطتهم سواء ذلك في الاعراس او في الاعياد او ما شابه لو قمنا بعمل استفتاء او استطلاع في اوساط المواطنين حول ظاهرة اطلاق المفرقعات النارية فبالتأكيد سنجد بان نسبة عالية من عامة الناس ضد هذه الظاهرة.

وكان لسان حالهم يقول يجب ان يوضع حد لمروجيها ومطلقيها على حد سواء هذا بعد ما تم تسجيل اكثر من حالة اصابة جراء اطلاق هذه المفرقعات فضلا عن تكلفتها المادية الباهظة فثمة وسائل عدة يعبر بها الانسان عن فرحته بعيدا عن استخدام المفرقعات المزعجة والخطيرة فينبغي على العقلاء فينا الوقوف بشكل جدي لمحاربة هذه الظاهرة والحد منها فأصبحنا لا نميز بين صوتها وأزيز الرصاص فصوتها لا يطاق ان يسمعه احد من شدته ويهدد من هم حولها نتيجة تطاير بعض الشظايا منها اذن فهي مصدر ازعاج للعامة سواء كانوا اطفال او شيوخ وغيره من هنا ينبغي على كل ولي امر منع اولاده من الاقدام على شرائها وإطلاقها حفاظا على سلامتهم كما ان للمؤسسات الاخرى كالمدارس والأندية الاجتماعية والثقافية دور كبير في تبيان خطر هذه الظاهرة وتكلفتها المادية وتوضيح ذلك ببعض الحالات المؤسفة التي وقعت نتيجة اطلاق هذه المفرقعات في احدى القرى العربية كانت هنالك اصابة لطفل فقد عينه من جرائها بالإضافة الى حالات اخرى عديدة وقعت في صفوف الاطفال والى مقتل طفلة في قرية معاوية قضاء حيفا .لذا علينا محاربة هذه الظاهرة بشتى السبل لما فيها من سلبيات جمة فهي تستنزف جيوب الاباء وتعرض سلامة اولادهم .
في أيّامنا هذه ينصبّ اهتمام الأهالي على تأمين أفضل حياة لأبنائهم وتلبية مطالبهم التي في بعض الأحيان تتناقض مع مهمتهم في الحفاظ على سلامتهم، فكل المناسبات لها متطلّبات عديدة مثل : الملابس, الأكل,…الخ. والتي أصبح من ضمنها أيضا شراء المفرقعات فبالرّغم من خطورتها نرى ان الأهل يوفّرون هذا الطّلب لأبنائهم، وهنا يقع واجب الأهل في توعية وتنبيه أبنائهم لهذه الظاهرة والتي للأسف انتشرت بسرعة في مجتمعنا. إننا نادرا ما نرى اليوم مرور فرح أو عيد أو عودة الحجاج من الديار المقدسة بدون المفرقعات فهل أصبحت هذه الظاهرة طقساً من طقوسنا ولا يصح إتمام الفرحة بدونها؟
الكثير من الشّبان يستخدمون المفرقعات تعبيرا عن شعورهم بالفرح ولكنهم لا يدركون مدى خطورتها مع العلم أيضا أن الأهل يلبّون مطالب أبنائهم لإرضائهم فانّ الابن يطلب من أبيه المال لشراء المفرقعات ليستطيع الانخراط واللّعب مع أصدقائه وذلك لكي لا يكون شاذاً، متجاهلين المخاطر التي قد تصيبه وان تلبية هذا الطلب سيضره، وفي حال إصابته تنقلب أجواء الفرح إلى حزن فتزول بهجة الفرح.

فلهذه الظّاهرة عدّة سلبيات سنطرق لبعض منها:
اولاً المخاطر الجسديّة البالغة كالإصابة بالحروق والتّشوّهات المختلفة مثل: قطع الاصابع وما شابه ذلك التي تبقى ظاهرة مدى الحياة كما ويعد الشّرار أو الحرارة النّاجمة عن استخدام المفرقعات عاملا ضارّا بالعين فالكثير من حالات إصابات القرنية نتجت عن تلك المفرقعات وربما يقضي الأمر إلى فقدان كلّي للبصر.
ثانياً الاضرار الماديّة ففي فترة الاعياد يتم تبذير كميات كبيرة من دخل الأسر التي تعاني أصلا من ضائقة ماليّة لشراء المفرقعات لأولادها بحجّة أنّه بدونها لن يشعروا ببهجة العيد كما انّ الكثير من الشّبان يستخدمون المفرقعات للتّسلية وإلحاق الضّرر بالآخرين عمدا فإنّهم يقومون برمي المفرقعات على المحلّات التّجاريّة والسّيّارات العابرة في الشّوارع والتي من الممكن ان تؤدي الى حرائق التي تكلّف اصحاب المتاجر أموالا طائلة وإلحاق الاضرار بالسّيّارات.
ثالثاً الاضرار النّفسيّة التي تسبّبها المفرقعات خاصّة للأطفال النّائمين اللّذين يشعرون بالذّعر بسبب صوتها المرتفع بالإضافة الى ازعاج وإقلاق راحة النّاس الاخرين.
وجرّاء هذه المفرقعات فلقد أصبحت الشّوارع غير آمنة خاصّة في فترة الأعراس والأعياد .

ولهذا يجب عليكم جميعا السّعي لتقليص هذه الظّاهرة قدر المستطاع لحماية أبنائكم إذ تقع مسؤوليّة كبيرة عليكم أيها الأهالي الكرام في دور توعية أبنائكم وليس فقط على المسؤولين المختصين في هذا المجال، وذلك للحفاظ على سلامتهم وأمنهم و بالتّالي فإنكم تساهمون ببناء مجتمع أكثر أمناً.

Exit mobile version