انا اتهم الشرطة بالتقصير! بقلم: ابو الزوز
بينما يسير العالم المستنير بالديمقراطية والليبرالية نحو الامام ويقضي على ظواهر اجتماعية وسياسية لطالما عانى منها الانسان، تسير عجلة التاريخ في اسرائيل الى الخلف نحو حقب زمنية بائدة، لفظها الفكر الانساني السليم من مفرداته وممارساته.
حديثي هنا عما طالعتنا به وسائل الاعلام امس واليوم من اعتداء على سيدة طيباوية كانت مع افراد اسرتها في رحلة استجمام في مدينة طبريا. وجاء الاعتداء الجبان عليها لا لسبب وانما لكونها محجبة فقط، أي لأنها مسلمة أي لأنها عربية. والمعتدي رجل يعرف الله على طريقته، انه يهودي متدين الطلعة عنصري الجوهر إن لم يكن فاشي الفكر والتصرف.
هذا المأفون الذي اقدم على مثل هذه الفعلة الدنيئة، لم يرتكبها مصادفة ولم تكن نتيجة فكرة لحظية كما قد يحلو للبعض ان يصورها، وانما هي فعلة تم الاعداد لها من قبل بحيازة المادة التي سيرشها بوجه السيدة العربية المحجبة حين يلقاها، ولا يهمه من هي تحديدا، ما يهمه هو نسبها القومي.
وأكاد اجزم ان هذا المتدين المتطرف البغيض لا يعمل بمفرده، وإلا لما ملك الشجاعة الكافية للقيام بهذه الفعلة، فهو ينتمي الى جماعة تتبنى ذات الفكر وذات الممارسة، انه وامثاله نتاج الحملة الشرسة التي يشنها مؤخرا كبار السياسيين في البلاد ضد المواطنين العرب من خلال ايحاءات للمواطنين اليهود مفادها أن “هؤلاء العرب لا ينتمون الى بلادنا بشيء”، فنراهم يطرحون افكارا جهنمية بين الحين والآخر، مثل تبادل الاراضي المأهولة بالسكان، أي نضم من ينتمون الينا ونتخلص من الغرباء.
ثم ان هذه الفعلة المنحطة ليست في معزل عن الاعتداءات التي باتت تعرف بتسمية “تدفيع الثمن” المتكررة ضد المواطنين العرب وممتلكاتهم ولا سيما دور العبادة، العصب الاشد حساسية لدى كل مسلم، والقصد لا يخفى على احد، إحداث اعمق ألم ممكن لدى المواطن العربي بكل الوسائل المتوفرة.
نعيش نحن العرب في هذه البلاد حالة مشابهة لحالة المواطنين السود في الولايات المتحدة في سنوات الخمسينيات والستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي، حين كان دم الاسود مباحا لكل مواطن ابيض، الى ان دوى صوت مارتن لوثر كينج وبدأ التحول الثقيل البطيء، فهل علينا ان نكتشف العجلة بأنفسنا ؟
حين يتعرض أي شخص يهودي في اوروبا للاعتداء لكونه يهوديا، فإن العالم يقوم ولا يقعد مرددا “هذا تصرف لاسامي”، “هذه معاداة للسامية”. وهناك من يذهب الى ابعد من ذلك، فيربط اعتداءً كهذا بما سبق الحرب العالمية الثانية من اجواء في بعض الدول الاوروبية. انه ناقوس تدقه السلطات الاسرائيلية مع بزوغ أي تحرك نازي او فاشي في الدول الاوروبية، فما لها تصمت حين تنمو في حديقتها وامام اعينها مظاهر الفاشية؟
لقد عودتنا السلطات الاسرائيلية انها حين تعثر في حاجيات الفلسطيني عند الحاجز الامني على سكين وبطيخة، فهو في نظرها ذاهب لتنفيذ عملية ارهابية، ويزج به في السجن لسنوات طويله لأنه اراد تناول البطيخ في الجانب الآخر من الحاجز الامني. اما حين يتعرض العربي وممتلكاته ودور عبادته للاعتداءات الفاشية الارهابية فإن الملف يبقى طويلا قيد التحقيق والتحري والبحث الى ان يبرد غضب الشارع العربي وتتلاشى القضية في النسيان.
احمل الشرطة مسؤولية التقصير في اعتقال الخلايا المتطرفة التي تقوم على فكر نتان زادة وغولدشتاين، وهي منتشرة في كل مكان في البلاد من اقصاها الى اقصاها وقد تحولت الى ظاهرة تتفشى بسرعة. لو تمكنت الشرطة من اعتقال مرتكبي أي من هذه الجرائم القومية لكان هذا خير رادع لمن تسول له نفسه بالاعتداء على مواطن عربي او على ممتلكاته، ولكن يبدو ان الامور على وشك ان تفلت من سيطرة الشرطة وعندها سنعاني كثيرا…هذا هو الوضع للأسف.
مع تحيات اخوكم ابو الزوز
روابط ذات صلة:
يبدو ان الامور على وشك ان تفلت من سيطرة الشرطة وعندها نعاني كثيراً ؟
ليش وينتا بقت الامور في يد الشرطة؟ وأكيد هاي سياسة ماخذتها الدولة اتجاه العرب ولو انو بقى لأشي بالعكس أي عربي يرش فلفل بوجه يهودي كان سمو פיגוע وكل الاخبار عنو
بمعنى اخر يعمل الفاعل فعلته وانتوا فقط تلوموا الفاعل هههه والله مسخره
الشرطه والشرطه يا عالم الشرطه منتوا بينكم وبين حالكم عارفين ولا شيء بتعمل لليش بتحملوها المسؤوليه ويلا بتخافوا انتوا تعملوا وتجتهدوا بانفسكم