كانت الطيبة عبر التاريخ القديم وعبر التاريخ الحديث ولا تزال مهدا للحضارات ومنبعا للقيم الانسانية والحاضنة للتراث والثقافة والعلوم، وكلما تعمقنا في تاريخها ودققنا بالمراحل التي مرت بها عبر التاريخ، نتعلم عظمتها، ونتعلم ان اشتهارها بين البلدات وتميزها لم يأت محض صدفة! رغم ما ينهشها من انياب الزمان.
يتناول في هذا اللقاء المؤرخ صدقي ادريس، الحديث عن تاريخ القبور الرومانية والبيزنطية الموجودة في ضواحي مدينة الطيبة.
تعددت الطرق التي اتبعها الانسان عبر التاريخ بدفن الموتى، ففي زمن ادم عليه السلام عندما قتل قابيل هابيلا، ولم يعرف كيف يدفن اخاه، فبعث الله عز وجل، له غرابا ليريه كيف يدفن اخيه.
وفي زمن الفراعنة بنوا قبورهم قبل مماتهم، وبنوا الاهرام التي هي عبارة عن قبور وضعوا فيها كنوزهم من ذهب وفضة، والتي احتوت على ثورة مصر، ومن ثم جاء نابليون عام 1799، ونهبها بحجة البحث عن الاثار.
وفي اسيا على وجه التحديد في الهند بنى الزعيم المغولي “شاه جيهان”قبرا لزوجته “ممتاز”، ذلك المكان الذي سمي “تاج محل” في الهند، واستغرق بنائه 22 سنة وعل على بناء هذا الصرح عشرين الف عاملا في تلك الفترة.
وتناولت كتب التاريخ اختلاف طرق دفن الانسان للموتى قبل ظهور المسيحية ، وفي زمن صلاح الدين الايوبي، ومن بعده المماليك،حيث بنى صلاح الدين المقامات فوق قبور الاولياء والصُلاح لاسباب سياسية، فبنى مقام النبي “روبين” في عند نهر “روبين”، ومقام النبي “موسى” في اريحا ومقام النبي “صالح” في يافا.
اما في الطيبة اقيم مقام “الشيخ مسعود” في منطقة “الجلمة”، ومقام “الشيخ مشرف” في “المجدل” ومقام “الشيخ الدسوقي” في منطقة فرديسيا.
نترككم مع هذا الفيلم الوثائقي!