كلمة حرة

كن مؤثراّ، بقلم: ياسر ناشف

نحن بحاجة لان نكون ولا يمكن أن نكون إلا من خلال إيماننا بذاتنا وهذا يتحقق في كيفية الإبحار في البحث عن الذات واكتشافها وإثباتها وتحقيقيها
يقول بعض الحكماء عش كل لحظة وكأنها أخر لحظة في حياتك وغير نظرتك للأشياء ترى الأشياء التي تنظر إليها تتغير فحياتك ما هي إلا انعكاس لأفكارك ويقول أخر في كل مرة تفشلون بها تولد فرصة لا مثيل لها للتعلم وهذه الفرصة لا تحصلون عليها بدون تجربة الفشل هذه (مع اني أحب عدم النجاح بدلا من الفشل) فاكبر خطر يمكننا اقترافه في الحياة هو الخوف من كل خطا نقوم به فالأصل انه لا يوجد مكان للفشل وإنما هناك فرصة تعلم جديدة .

من خلال هذه الكلمات وما تحمله من دلالات راقية تغرس فينا روح الانطلاق والعمل بجد وصدق وإخلاص لأنها تصقل شخصياتنا باتجاه الخير والايجابية …فنحن نتعلم ان عدم النجاح إنما هي فرصة للمحاولة من جديد لإثبات أفكارنا وتحقيق أهدافنا وهذا ينبع من خلال الإرادة والعزيمة التي زرعناها أولا في داخلنا بأنه لا استرخاء ولا قعود والفرصة متاحة للمحاولة من جديد وتعويض ما سبق .

ان عدم النجاح يأتي من الداخل غالبا لا من الخارج..وذلك بأسباب منها التردد أو الخوف من عدم النجاح أو سوء التخطيط والإدارة والتنفيذ.
الإنسان بداخله طاقات ايجابية وأخرى سلبية (خير وشر) وهنا عملية النضوج الفكري لدينا تتمحور في كيفية تسخير هذه الطاقات وعلى أي نحو .

فمثلا البعض يكون غالبا في حالة توحّش وعدوان وعنف كلامي وجسدي لأنه استخدم ميزان القوة البدنية واللفظية لتحقيق أهدافه أما الأخر فيكون في حالة سمو في الفكر لاستخدامه العقل والفكر الصحيح في ذلك.

فحياتنا مبنية على أسس وركائز وغرائز وما تستخدم منها بنحو صحيح تحقق بها مبتغاك .

على سبيل المثال الجائع لا يفكر إلا بالطعام والخائف بالأمان والمهزوم بالنجاة وكل واحد منهم مثله الأعلى تحقيق ما يرجوه وهذا ليس معيبا ولكنه يؤخر الكثير من الحياة السليمة فالأصل أن الجائع يأكل ليعيش ويقوم بالجوانب الأخرى والمهزوم في كيفية الدفاع والانتصار والخائف في كيفية التخلص ودرء المخاطر.

البعض عّرف الإنسان على انه عقل وأخلاق وإشعاع…فالعقل منحة عظيمة ولكن تجرد الإنسان منه يجعله كحيوان وان تحلّى بالأخلاق … وان كان بعقله يسير ولكنه بلا خلق فهو جبارا عتيا .

الأجمل أن يكون الإنسان بعقل وأخلاق ولكن الأفضل ان يمزجهما بإشعاع …وذلك بنفعه لأهله ومن ثم جيرانه وبلده ومجتمعه والعالم كله وهذا يكون قمة الإشعاع لما فيه تأثير ايجابي ونافع لكل المعمورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *