فرض التعادل نفسه سيداً على المواجهة المثيرة التي جمعت الولايات المتحدة مع البرتغال (2-2) في ختام الجولة الثانية من المجموعة السابعة لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA وأمام 40.123 ألف متفرج اكتظوا في مدرجات على ملعب أرينا أمازونيا ماناوس.
لم يفلح المنتخب الأمريكي في الصمود من الهجمة الأولى، حيث سمح خطأ دفاعي ارتكبه جيف كاميرون بمرور الكرة العرضية السهلة التي عكسها فيلوسو لتتهادى أمام ناني غير المراقب والذي أخذ كل وقته مع افتقاد الحارس هاوارد للتوازن فأطلق الكرة مدوية ملأت الشباك، هدف البرتغال الأول.
احتاج الفريق المتأخر بعض الوقت للعودة وحاول نسج الهجمات واعتمد تقريبا على قائد ونجمه الأول كلينيت ديمبسي في تحقيق الخطر المنشود، أخذ كلينيت على عاتقه كل الامور، وبدأ بنفسه تهديد مرمى بيتو، فأطلق ركلة مباشرة مرت فوق المرمى بقليل، وسرعان ما لاحت فرصة أخطر أمام حين سدد الكرة من زاوية ضيقة وضع بيتو يده في طريقها ليخرجها للركنية. تيقن الأمريكيون من أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتهديد المرمى في ظل التراص الدفاعي البرتغالي، فأتى الدور على مايكل برادلي الذي سدد من نفس المكان وبذات القدم اليسرى كرتين قويتين، الأولى مرت فوق العارضة بقليل، والثانية زحفت بجانب القائم وكلاهما تحت حراسة بيتو.
بعد أن غاب البرتغاليون عن المشهد الهجومي للكثير من الوقت، ظهر رونالدو على مسرح الحدث، فسدد كرة متوسطة القوة والمسافة، سيطر عليها هاوارد، ثم انطلق قائد البرتغال بسرعته المعهودة ومرر ذكاء نحو ناني غير المراقب، فسدد الأخير كرة لاهبة ارتدت من يدي هاورد بعد أن تموجت في الهواء، ليجدها البديل إيدير ويسددها من جديد لكن هاورد تعملق ومنعها على حساب الركنية.
في الشوط الثاني عاد المنتخب الأمركي بطريقة هجومية، وأهدر فرصة غالية، حين اخترق ديمبسي منطقة الجزاء ثم مرر إلى برادلي الذي سددها نحو المرمى الخالي من حارسه لكن ريكاردو كوستا كان في المكان المناسب لإبعاد الكرة عن الخط النهائي. واصل الأمريكيون الضغط وأجبروا منافسهم على التراجع، وبعد ركلة ركنية فشل الدفاع في إبعاد الكرة عن منطقة الخطر لتصل إلى جونز الذي هيأها لنفسه وأوجد المساحة بسرعة وأطلق قذيفة لاهبة مرت متموجة عجز بيتو عن متابعتها سوى بنظره لتهز الشباك.
كان يمكن للبرتغال أن تسترد التقدم بسرعة، حين عكس ناني كرة عرضية مرت من الجميع وصلت إلى ميريليش فسددها دون مضايقة لكن هاورد كان في المكان المناسب. وفي ظل ارتفاع معنويات فريق العم سام، انطلقت هجمة سريعة وعكست الكرة داخل المنطقة أمام برادلي فسددها في المرة الأولى وارتدت من الدفاع أمام زوسي الذي أعادها بشكل مناسب إلى ديمبسي أمام المرمى ليحولها بهدوء معلنا عن الهدف الثاني. وفي ظل اندفاع البرتغال عن التعادل، ضاعت عدة كرات قبل أن يعكس رونالدو كرة عرضية داخل المنطقة وصلت نحو فاريلا الذي دكها في المرمى هدف التعادل قبل الصافرة الأخيرة.