الشرطة: التحقيق بـ 20 حادثة نشر صور فتيات عاريات من المثلث

ظاهرة التشهير عبر الانترنت اضحت ابرز سلبيات الشبكة العنكبوتية، فقد كثرت ظواهر التشهير بالأفراد، وهز صورتهم أمام الآخرين، من قبل اشخاص يفتقدون لقيم الاخلاق، غير ابهين ان الدين يحرم التشهير بالناس بما في ذلك عبر الإنترنت من عدة أبواب، منها: باب الغيبة، والنميمة، والبهتان، وكلها محرمة. اذ أصبح كل من لديه حقد، أو ثأر معين على أحد يستخدمه باختراق حسابه الخاص بمواقع التواصل الاجتماعية، نظرا لسهولة نشر المعلومات والوصول إلى أعداد كبيرة من الناس، في مقابل صعوبة التعرف على ناشر المعلومة أو منعه من نشرها.

منذ اسابيع تشهد منطقة المثلث الجنوبي حالة من الغضب والاستياء العارمين بعد ان نشر مجهولون صور لفتيات قاصرات عاريات في منطقة المثلث.

وتسود المنطقة حالة من التذمر والقلق الشديدين جراء هذه الاعمال والتصرفات المعيبة والمستهجنة، اذ انتشر في الايام الاخيرة صور لفتاة قاصر من منطقة المثلث، الامر الذي اثار ضجة كبيرة وموجة غضب صاخبة لدى السكان.

قال  قائد محطة شرطة الطيبة “كدما” العقيد دافيد بيلو،:” نحن نحقق في هذا الامر، وسنحقق بيد شديدة، ففي الفترة الاخيرة قدمت عشرات الدعاوى في المنطقة، ذلك باختراق حسابات وتزييف صور خاصة، او سرقة صور خاصة باشخاص، وهنا اتحدث عن عشرات الحوادث”.

وتابع بيلو: :” سبق وان حذرنا من تلك الظاهرة التي ننظر اليها بمنتهى الخطورة، وما زلنا نحذر مما من تلك التصرفات، لا سيما اننا نحقق اليوم ب 20 حادثة من هذا النوع، والتي على اثرها تم توقيف اربعة اشخاص للتحقيق لضلوعهم في نشر صور لفتيات عاريات من منطقة المثلث”.

ثم قال:” من هنا نوجه كلمة للاهالي بان ينتبهوا لابنائهم وبناتهم، لان هذه القضايا تعتبر حساسة جدا، وتشكل خطرا كبيرا على حياة الفتيات، لدرجة انه هنالك قاصرتين تم نشر صور عارية لهما، وبسبب ما حصل قمنا بنقلهما لمكان امن بعيدا عن بيوتها كي لا يتعرضن لاي اعتداء، حتى ان واحدة منهما ترفض العودة الى منزلها بشكل نهائي”.

ومضى قائلا:” نؤكد اننا سوف نتابع تلك القضايا، وسنعاقب كل من يقف وراء نشر صور غير اخلاقية، وخاصة ان السكان الذين يعيشون في منطقة المثلث الجنوبي محافظون على العادات والتقاليد، واي مس بفتاة فان هذا التصرف سيضر بالمجتمع، لذا على الناس الحذر بكيفية نشر صورها، ولمن يمنحون صورهم، وعليهم فهم ان الصورة التي تنشر صعب ان استعادتها، ويسهل سرقتها، لذا يجب توخي الحذر”.

واضاف بيلو:” يمكن معرفة حقيقة الصور اذا تم تركيبها، ولكن هذ لا يهم بعد ان اخذ وجه فتاة وتركيبه على جسد عاري، لا يؤثر اذا كانت الصورة مزيفة او حقيقية، ان لهذا وقع سيء حتى لو كانت الصورة مزيفة هذا يضر باسم بالفتاة للمدى البعيد، هذه ظاهرة اجتماعية لا تستطيع الشرطة حلها وحدها، لذا على الناس ان تخرج ضد هذه الظاهرة، فانا اتحدث حقيقة عن عشرات الحوادث، وهذه لا تحتاج الى علاج الشرطة فقط انما علاج اجتماعي ايضا”.

رئيس لجنة الاتحاد القطري للجان اولياء امور الطلاب المحامي فؤاد سلطاني قال:” لا يعقل ان يمسك الاهالي ابنائهم من جيل مبكر اجهزة خلوية مع شبكة انتيرنت، دون ان يتم مراقبة ماذا يفعلون ومع من يتحدثون وماذا يشاهدون في هذه الشبكات. بامكان الاهل ان يأخذوا الاجهزة يوميا من ابنائهم ليراقبو مع من تواصلوا وماذا شاهدوا، لكن مع الاسف الشديد الاغلبية الكبرى لا يفعلون ذلك”.

وقال ايضا:” نستغرب من التجاوزات الخطيرة التي حصلت في الاونة الاخيرة في العديد من البلدات العربية واليهودية حتى، لا سيما ان ابنائنا غير معصومين عن الخطاء، لكن واجبنا مراقبة سلوكهم وتصرفاتهم قبل الوقوع بالخطاء. فعالم الانترينت مخيف ويمكن ان يضيع اي شخص فينا كبيرا كان او صغيرا، ونرى ان الانترينت العالم كله بين يديه، ويمكن في هذا العالم مصادفة الكثير من الاشكال والاولوان”.

وتابع قائلا:” وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة وجدت لتخدم البشرية الا ان سوء فهمها واستعمالها يمكن ان يكون مدمر، فاي نشر او توزيع صور لاي انسان بدون موافقته تعتبر مخالفة جنائية ويعاقب علبها القانون، لذلك يجب ان نحذر هنا من عواقب نشر اي صور حتى لو وصلتنا عن طريق الصدفة، واي نشر فهو عمل دون المستوى الاخلاقي، حيث من المفروض الاخذ بعين الاعتبار الاخطار التي قد تنجم عنها من تدمير حياة ونفسية اصحاب الصور، وهذا مقلق للغاية، فعلى كل انسان ان يضع نفسه مكان صاحب هذه الصور ليشعر بشعورهم”.