يستذكر الفلسطينيون والعرب الذكرى السابعة والاربعين ليوم “النكسة” التي منوا فيها بخسارة فادحة فيما عرفت بـ”حرب الأيام الستة” لصالح الكيان الإسرائيلي في مثل هذا اليوم من عام 1967.
تصادف اليوم الخميس، ذكرى “حرب الأيام الست”ة هي حرب نشبت بين إسرائيل وبين مصر وسوريا والأردن عام 1967، التي انتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان.
خسرت مصر وسوريا والأردن في هذه الحرب التي لم تستمر سوى ستة أيام شرقي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وتحطمت معنويات الجيوش العربية.
وأطلق العرب على هذه الحرب “النكسة” هروبًا من وصف الهزيمة كإحدى العلامات الفارقة في التاريخ العربي.
وخلفت الطلعات الجوية المباغتة للطيران الإسرائيلي في اليوم الأول لحرب 1967 تدميرًا لسلاح الطيران العربي أدى إلى حسم المعركة، وأصبح بمقدور الجيش الإسرائيلي تنفيذ مهامه العسكرية بسهولة.
وأجبرت الهزيمة التي مني بها العرب ما بين 300 و400 ألف عربي في الضفة وغزة ومدن القناة (بورسعيد والإسماعيلية والسويس) على الهجرة من ديارهم.
كما ألحقت الحرب هزيمة نفسية بالجيوش العربية بعد أن فقدت الكثير من ثقتها في قدراتها العسكرية وكفاءتها القتالية، في حين ارتفعت معنويات الجيش الإسرائيلي وراجت مقولة “الجيش الذي لا يقهر”.
وطال الإحباط كذلك الشعوب العربية، وانعكس ذلك في المظاهرات والمسيرات التي اندلعت بعد الحرب كما انعكس على ما أنتجته هذه الشعوب من أدب وفن.
يوميات الحرب
وقبل الهجوم الجوي قامت قوات إسرائيلية في الساعة السابعة والنصف صباحا من يوم 5 يونيو على المحور الأوسط بسيناء واحتلت موقعا متقدما في منطقة “أم بسيس” الأمامية، وسبق ذلك تحركات في اتجاه العوجة ليلة 4/5 حزيران لم تبلغ القيادة العليا، بل علم بها قائد المنطقة الشرقية ظهرا بعد فوات الأوان وكان الرد عليها كفيلا بتغيير الموقف.
وقامت “إسرائيل” في الساعة 8 و45 دقيقة صباح الاثنين 5 حزيران لمدة ثلاث ساعات بغارات جوية على مصر في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل في ثلاث موجات الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة دمرت فيها 25 مطارا حربيا وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.
وطبقا للبيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية منها 30 طائرة تي يو-16 ،27 طائرة اليوشن قاذفة، 12 طائرة سوخوي- في، 90 طائرة مقاتلة ونقل وهليكوبتر.
وردا على الضربة الجوية الإسرائيلية قامت القوات الجوية الأردنية بقصف مطار قرب كفار سركن. أما الطيران السوري فقد قصف مصافي البترول في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الإسرائيلية، بينما قصفت القوات العراقية جوا بلدة ناتانيا على ساحل البحر المتوسط، أما “إسرائيل” فلم تكتف بقصف السلاح الجوي المصري بل قصفت عدة مطارات أردنية منها المفرق وعمان ودمرت 22 طائرة مقاتلة و5 طائرات نقل وطائرتي هليكوبتر.
ثم قصفت المطارات السورية ومنها الدمير ودمشق، ودمرت 32 طائرة مقاتلة من نوع ميغ، و2 اليوشن 28 قاذفة. كما هاجمت القاعدة الجوية هـ3 في العراق.
وقدرت المصادر الإسرائيلية أنها دمرت 416 طائرة مقاتلة عربية. وقدرت خسائر “إسرائيل” بـ26 طائرة مقاتلة.
نهب الأرض
واحتلت “إسرائيل” الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس (5878 كلم2) عام 1967 وقلصت حدودها مع الأردن من 650 كلم إلى 480 كلم (من بينها 83.5 كلم طول البحر الميت).
وشرعت على الفور فيالاستيلاء على ثروات الضفة لا سيما المائية منها، والقيام وبطريقة منهجية بعمليات تهويد لشرقي القدس.
واستطاعت باستيلائها على أراضي الضفة تحسين وضعها الاستراتيجي وقدرتها على المناورة العسكرية، وإزالة الخطر الذي كان من الممكن أن يتهددها من وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة الغربية التي تعتبر القلب الجغرافي لفلسطين التاريخية.
وفور احتلالها سيناء عام 1967 شرعت “إسرائيل” على الفور في استغلال آبار النفط لسد احتياجاتها المحلية والاستفادة من المطارات والقواعد الجوية التي كانت موجودة آنذاك، ووضع أجهزة إنذار على الجبال والمرتفعات وإقامة خط دفاعي على الضفة الشرقية لقناة السويس عرف باسم خط بارليف.
أما على الجبهة السورية وبعد هزيمة الجيش السوري، فقد استولت “إسرائيل” على 1158 كلم2 من إجمالي مساحة هضبة الجولان البالغة 1860 كلم2.
وصدر قرار مجلس الأمن 236 الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 حزيران، ونص على إدانة أي تحرك للقوات بعد 10 حزيران.