ليس خافياً على أحد أن الطيبة وبلداتنا العربية عطشى للمشاريع الثقافية والمراكز البحثية وأدوات للنهضة المجتمعية تكون عنواناً لكل شرائح المجتمع وخاصة شريحة الشباب المغيّب والذي يفتقد إلى ما تمنحه كل دولة لشبابها اللهمّ إلا الشباب العربي في هذه البلاد.
لطالما تذمرنا ، نحن في الطيبة، على كل مشاربنا وتوجهاتنا، ان الطيبة التي كانت المنارة العلمية والثقافية والوطنية فقدت مكانتها هذه وطالبنا بان ننهض بها ونعيدها للصدارة وراينا بان مؤسسة ثقافية كبيرة تحتضن الجميع وتشكل منارة واشعاع لطيبتنا هي مطلب الساعة لذلك كنا سعداء لانجاز الدكتور الطيبي لاقامة “مركز الطيبة الثقافي ” والذي سهر عليه، منذ سبع سنوات واقترب للخروج الى النور عبر موافقة دولة الإمارات على دعمه لإقامته في الطيبة، وحاز على دعم أكثر من 96% من أهالي الطيبة.
هذا الصرح الراقي، هو من حق اهل الطيبة وشبابها لكي يتميزوا وينطلقوا. وأنا هنا، وبإسم الكثيرين ، أريد أن أسأل : مَن له مصلحة في حرمان الطيبة وشبابها ومثقفيها من هكذا عمل جبار ؟!
والمدهش في الموضوع انه مؤخراً دخل علناً على الخط صحفي يميني متطرف من مجموعة فيغلين ، كتب تقريراً عن بلدية الطيبة أقحم فيه بشكل شيطاني موضوع المركز الثقافي ، ولم يعجبه ان بلدية الطيبة أقرّت بشكل فوري ومبدئي تخصيص قطعة أرض صغيرة نسبياً لهذا المشروع الذي تتقاتل عليه كل البلدات العربية لكي يكون فيها وليس في الطيبة.
هناك مَن غذّى هذا الصحفي اليميني بأسئلة تافهة وافتراءات وأكاذيب مثلاً : مَن الذي سيشغّل المقصف وموقف السيارات بعد أربع سنوات ؟ بالله عليكم هل هذا هو المهمّ ؟ أم أن المهم أن تنتهي إجراءات تخصيص الأرض لهذا المشروع كما خصصت الطيبة أراض سابقة لمشاريع أقل أهمية بكثير دون أن ينبس أحد ببنت شفه .
” جمعية النور للثقافة والتنمية ” هي مَن يقوم على انشاء هذا الصرح العظيم وانا عضو فيها الى جانب ناشطين ومحبين للطيبه من ابنائها، والادعاء انه لا يوجد جمعية هو محض افتراء وكذب .والمشروع سيقوم في منطقة تكون مدرسة قريبه منه وليس بديلا له. ان المركز الثقافي هو ليس امور رفاهية او كعك بل خبز واساسيات لاسناد مجتمعنا وتقوية اركانه والرقي به.
المهم ان يعرف أهل الطيبة أن هناك من يعمل وعلى رأسهم النائب أحمد الطيبي ومساعدوه وجمعية النور ، لإقامة هذا المشروع، وهناك من يعمل لافشال هذا الانجاز المهم بل وصلت الى درجة ان احد أعضاء اللجنة المعينة وهو يهودي يميني طلب قبل عدة أشهر إلغاء تخصيص الأرض للمشروع – ورُفض طلبه طبعاً – بادعاء ان هذه أموال من الدول العربية وأن الطيبة ليست بحاجة الى هكذا مشاريع.
لقد لازمت الدكتور الطيبي لفترة طويلة في عمله البرلماني وكانت الطيبة , كل الطيبة, القضية المركزية في عمله فما كان نقاش او امكانية للنهوض بالطيبة الا وكان متواجدا بكل قواه وحسه بالانتماء والالتزام المطلق لها .وهكذا بموضوع المركز الثقافي الذي لم يترك جهة ومكانا الا وتوجه اليه حتى تم الحصول على الدعم له.
كنا نقول لماذا استادا في سخنين وليس في الطيبة؟
اليوم انجز د. الطيبي لبلده استادا بسبعة ملايين شيكل وقصرا ثقافيا هو الاحدث والاهم في المنطقة والمستقبل هو لمن يقول ويعمل!!.
ساعة العمل دقت وساعة النهوض بالطيبة حانت ولا وقت للمناكفات السياسية ولا رجوع للوراء
وإذ ننهي بالآية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” صدق الله العظيم .