يا حـبـيـبـاً زارنـا في كـل عام قـد لـقـيـنـاك بـحـب مـفـعـم *** كل حب في سوا المولى حرام فـاغـفـر اللهـم فـيـه ذنـبـنـا *** ثم زدنا من عـطـايـاك الجسـام لحظات قلائل ، وساعات ويحل علينا ضيف كريم وموسم عظيم هو خير الشهور وأعظم الأزمنة فرحبوا به بالحرص على استغلاله،واستقبلوه بالمسابقة على الفوز فيه والمسارعة إلى القبول والرضوان،إنه رمضان. سلام من الرحمن كل أوان *** على خير شهر قد أتى وزمان أهلاً يا رمضان،أهلاً يا خير شهر وزمان،فضائلك عظيمة،وخيراتك كثيرة،ونفحاتك عميمة،أهلاً يا رمضان جئت لتزكي النفوس وتغفر الزلات وتقيل العثرات،جئت لتقول لكل بعيد اقترب،ولكل قريب زد وزد،محروم من حرم خيرك يا رمضان،رغم أنف من خرجت ولم يفغر له يا رمضان. آهـ يا رمضان،ما أعظمك وما أحلاك،ما أجملك وما أزكاك،عرف السلف قيمتك،وفضلك وأهميتك فانشغلوا بك طوال السنة! يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم إياك وستة أشهر أن يتقبلك منهم! ولذلك تمنوا أن السنة كلها رمضان. أهلاً يا رمضان يا خير ضيف ونازل،يا خير وافد ورافد جعلنا الله فيك من الفائزين. إن أعمار هذه الأمة قصيرة ومن فضل الله عليها ومنه أن جعل لها مواسم خيّرة وأوقات فاضلة تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات،تقال فيها العثرات وترفع الدرجات،ومن تلكم المواسم المباركة: ضيفنا القادم وحبيبنا المنتظر شهر رمضان الكريم فهو أفضل الشهور ولا يحرم من خيره إلا محروم. رمضان شهر الصيام والقرآن،شهر الرحمات والنفحات،شهر الجود والإحسان،بدخوله يتغير كل شيء في الكون بل يحصل التغير حتى في الآخرة! فالجنة تزيّن،وأبواب النار تغلق،بدخوله تصفد الشياطين،وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة،وفيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر،من خرج رمضان ولم يغفر له رغم أنفه،ما أعظم خسارته وما أقبح تفريطه. أي إخواني: لرمضان فأعدوا،ولاستقباله فاستعدوا فإنه الفرصة العظيمة والمنحة الجليلة وكلنا في حاجة وفاقة لمغفرة ربنا ورحمته وفضله وبره فهاهو شهر الصيام قد أظلكم وشهر القرآن قد حل بساحتكم فأروا الله من أنفسكم خيراً. أخي: أعد عدتك من الآن ببرنامج متكامل لاستغلال هذا الشهر الكريم فقد يكون آخر رمضان في حياتك! كم كنت تعرف ممن صام في سلف *** من بـيـن أهـل وجـيـران وخلانِ أفـنـاهـم الـمـوت واسـتـبـقـاك بعدهمُ *** حيّاً فما أقرب القاصي من الدانِ كم هم الذين لم يعد عليهم رمضان؟ وكم هم الذين عاد عليهم رمضان وهم على الأسرّة البيضاء أو في غياهب السجون أو في خوف وحروب أو كوارث وكروب أو تحت أطباق الثرى؟!. فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسـران في العمل.