للصبار ارتباط وتاريخ ومنزلة ذات مكانة رفيعة
{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (5) سورة الحـج
قال ان الحاج حسني حاج يحيى أبو أحمد : غرسنا في بيتنا شجرة الصبار ، فاخرجت لنا اكوازا بأعداد كثيرة لم اشاهد مثلها من قبل ، مما لا يملك من يراها إلا ان يقول سبحان الله.
ارتبطت نبتة الصبار ارتباطا وثيقا مع هويتنا الفلسطينية وتراثنا الفلسطيني، فلهذه النبتة مفهوم تراثي واجتماعي عميق، حيث تمثل حقيقة وجودنا وقوة صبرنا وصُمودنا في وطننا ، وهي شاهد حي على وجود كل قرية فلسطينية مدمرة ومهجرة اقتلع أهلها من ارضهم في غفلة من التاريخ بِقوة السلاح ، ومع أنهم استطاعوا هدم البيوت وطرد أهلها، وإخفاء كل معالم القرى وحتى زرع السرو والصنوبر على أنقاضها، بقي الصبّار مُنتشراً في خرائب وحدود القرى المُدمرة والمُهجرة في البلاد، وبقي شاهدا على مر الزمان شامخا مظهرا للحقائق عن شعب قد عاش وازدهر على هذه الأرض يأبى الزوال والنسيان.
كانت لنبتة الصَبار وظائف هامة في حياة القرى الفلسطينية، كانت مصدر غذاء وزينة، كما أنها استخدمت في رسم الحدود بين مساحات ومُلكية الأراضي بين الجيران أي أنه احتل في الجغرافيا الفلسطينية مكانا هاما. واستخدم أيضا كحام للمكان والإنسان من خلال أشواكه، حيث أن شوكه يحميه من الخارج ، أي لا يستطيع أي حيوان الاقتراب منه إلا الجمل.
وما يميز هذه النبتة أنها تعيش من لا شيء. ما تريده فقط هو أرض لترتبط بها، حتى لو قطعت لوح صبار ورميته يبني جذورا في الأرض ويعيش. للصبار قدرة احتمال عجيبة في بقائه بظروف البيئة القاسية، يشبه الصبار بذلك الإنسان الفلسطيني المتشبث بأرضه رغم الظروف السياسية والاقتصادية القاسية، فاسم ( الصبر ) اشتق من ذلك الخلق الحميد ، فمهما انتزعته من جذوره ومهما زاد علية الحر والبرد، يعود ويغرس جذوره في الأرض من جديد ويبقى صامدا في مكانه مهما طال الزمن ، ولسان حالها يقول : سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ، وسأظل شوكة في حلق كل من يقتلعني، ومرا علقما في فم أعدائي ، وبلسما حلوا كأكوازي هذه في فم كل من يتعهدني ويرعاني.
خالو حسني:اسأل الله لك راحة تمﻷ نفسك..ورضا يغمر قلبك..وذكرا يشغل وقتك..وفرجا يمحو همك ..وسعادة تغمر قلبك
موضوع جميل جدا. بارك الله فيكم