يمكن لحمية البحر الأبيض المتوسط أن تساعد مرضى السكري من النوع 2 في السيطرة والحفاظ على مستويات السكر في الدم دون اللجوء إلى الأدوية والعقاقير الطبية. بالإضافة إلى ذلك تساعد حمية بحر الأبيض المتوسط في انقاص الوزن والحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
هذه هي نتائج دراسة أجراها علماء ايطالييين من جامعة ديلي ستودي في نابولي. الدراسة نشرت في المجلة “نشرة الطب الباطني”.
يمكن للمريض و المصاب بمرض السكري أن يتحكم بالإصابة والمرض و الإستغناء عن الأدوية المخفضة لمستوى السكر في الدم من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي. الجديد في هذه الدراسة هو أنه لم يكن واضحاً علمياً أي نظام غذائي الأفضل لمرضى السكري، نظام غذائي قليل الدسم أو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات. هذه الدراسة عملت على البحث في هذا الموضوع.
الفريق العلمي بقيادة الدكتور داريو جوليانو قام بإشراك 215 مشارك مصابين حديثاً بمرض السكري والذين كانوا يعانون أيضاً من السمنة وزيادة في البدانة وذلك لمعرفة تأثير اتباع نظام غذائي منخفض الدهون وحمية بحر الأبيض المتوسط.
أعتمد الفريق العلمي في حمية بحر الأبيض المتوسط على الأغذية النباتية والفواكه والمكسرات والبقوليات ومنتجات كاملة الحبوب مع إستخدام وتناول الكثير من زيت الزيتون، أما اللحوم الحمراء والدواجن فكانت نادرة في الحمية المتوسطية أي الإعتماد على الدهون النباتية (المكسرات وزيت الزيتون) ونادراً تناول الدهون الحيوانية (اللحم الأحمر). 108 من المشاركين قاموا بإتباع هذه الحمية، حيث كانت الخطة هي تخفيض كمية ونسبة السعرات الحرارية التي على شكل الكربوهيدرات إلى النصف في اليوم. أما البقية 107من المشاركين فقاموا بإتباع نظام غذائي قليل الدسم، حيث كان عليهم إتباع نظام غذائي تقل فيها كمية السعرات الحرارية المكتسبة من الدهون بنسبة 30% في المئة.
بعد أربع سنوات من الدراسة وفحص المشاركين توصل الفريق العلمي إلى النتائج التالية: 70% في المئة من المشاركين الذين قاموا بإتباع نظام غذائي منخفض الدهون (المجموعة الثانية) كانوا بحاجة إلى أدوية السكري ولم يكن بمقدورهم الإستغناء عنها، في المجموعة التي اتبعت حمية البحر الأبيض المتوسط (الحمية الأولى) كان 44% في المئة منهم فقط بحاجة إلى أدوية السكري.
نظرا لاتباع المجموعة الأولى لنظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لاحظ العلماء أيضاً إنخفاض نسبة الكولسترول وقيمة ضغط الدم أكثر بالمقارنة مع المشاركين من المجموعة الثانية الذين اتبعوا نظام غذائي منخفض الدهون.
بالنسبة للفريق العلمي تعد الحمية المتوسطية أبسط وافضل طريقة، بالإضافة إلى لذتها، تساعد مرضى السكري الجدد على الإستغناء عن العلاج بالعقاقير. ومن العوامل الأخرى الهامة لهذه الحمية تأثيرها ايجابيا على الحد من إحتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. لهذا ينصح الدكتور الناس وخاصة مرضى السكري من إتباع هذا النظام الغذائي نظرا لحقيقة أن إحتمال اصابتهم بالأمراض المذكورة قد تصل إلى الضعفين بالمقارنة مع الغير مصابين بالسكري.