طيبتي الجميلة اسعد الله صباحك …بقلم: ناضل حسنين

مررت هذا الصباح في شوارع الطيبة حيث دارت مواجهات الليلة الماضية بين شبان من بلدنا وقوات الشرطة، فبدت لي الشوارع وكأنها اعدت لتصوير فيلم يحكي قصة حرب أهلية في مكان ما. الشارع مليء بالصخور وبقايا الأحجار التي تفتتت تحت عجلات الشاحنات، هنا وهناك نرى بقايا من مواقد كانت بمثابة متاريس تحول دون تقدم سيارات الشرطة في مطاردة المتظاهرين.

على الشارع تجدون كل شيء… تجدون حاويات القمامة تعترض طريقك وتجدون ابوابا ونوافذ لم يعد لها ضرورة استجلبت من ساحات البيوت الى الشارع، تجدون الواحا من الخشب تعترض الطريق واغصان أشجار كبيرة نصفها احترق ونصفها الآخر لا يزال يانعا ينتصب على قارعة الشارع.
تسير بسيارتك من منطقة البنوك وحتى الجسر فيخيل اليك انك تسير في بيروت في سنوات السبعينيات او في محيط ميدان التحرير في القاهرة في يناير 2011 او على الأقل في احدى مدن سوريا هذه الأيام. الطيبة أصبحت حلقة من حلقات هذا المسلسل العربي الذي لا ادري لماذا اسموه ربيعا فيما لم يبق من خضرته سوى اسمه.

شبابنا ورغم كل ما ارتكبوه من أخطاء اثناء هذه المواجهات لليوم الثاني على التوالي، فإنهم في حل من الانتقاد لأنهم كانوا مطاردين بقنابل الغاز المسيل للدموع وبالعيارات المطاطية وبخراطيم مياه المجاري … كانوا مطاردين بالأصفاد التي تعدهم بدمار مستقبل من توضع في معصميه.

الأهم من كل هذا ان اسم الطيبة خلع رداء الجريمة وارتدى عباءة العروبة والشهامة، وهذا اكبر مكسب لنا. نعم خراب كبير ودمار قد لا يتم اصلاحه قريبا، ولكن المردود اكبر. فالطيبة نقلت مأثرتها الى كافة البلدات العربية داخل الخط الاخضر، وهذا بحد ذاته صولجان الوطنية الذي تستعيده بلدنا بعد سنوات عجاف.

ورغم كل شيء، ليتنا نتجنب الإضرار بممتلكاتنا العامة اثناء احتجاجاتنا، فهي لنا وليست للشرطة، وقد حصلنا عليها بتعبنا وليس منة من احد…. افلا يكفينا انهم يصفعوننا على وجوهنا ليلا نهارا بسياستهم العنصرية، حتى نلطم وجهونا نحن بأنفسنا من خلال تدمير ما لدينا من ممتلكات؟

رغم الدمار في الازقة والشوارع، فإنك طيبتي جميلة جدا هذا الصباح… طيب الله اسمك!

Exit mobile version