في ظل استشراء ظواهر العنصرية ضد المواطنين العرب وتزايدها بشكل ملحوظ، خاصة في ظل الاحداث الاخيرة التي تشهدها البلاد، في اعقاب اختفاء اثار ثلاثة مستوطنين في محيط الخليل، واستشهاد فتى الفجر محمد ابو خضير، وتصاعد اعتداءات ما يعرف بـ”تدفيع الثمن” على المواطنين العرب والمقدسات والممتلكات، وبعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، يتعرض العشرات من المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني الى هجمة عنصرية غير مسبوقة، لا تقتصر على الافراد انما باتت تظهر في اتخاذ مؤسسات واطر عامة اجراءات تعسفية ضد اي عربي يعبر عن موقفه الوطني ويعرب عن تعاطفه مع ابناء شعبه، ذلك يتمثل في قرارات الفصل التعسفية والطرد من شركات العمل او من المؤسسات التعليمية الرسمية.
وهنا نستعرض قضية المقدسيّة رجاء العمّوري (23 عامًا)، واحدة من بين عشرات المواطنين العربي في الداخل الفلسطيني الذين يتم محاسبتهم على مواقفهم الوطنية والإنسانية.
رجاء وهي طالبة متفوقة في السنة الثانية الدراسية، في كلية “هداسا”، متزوجة وأم لطفلين، وتدرس “هندسة الأحياء”، كتبت في التاسع عشر من يوليو الجاري، تعليق ساخر باللغة العبرية على صورة جنود إسرائيليين جرحى يشاركون في العدوان على غزة، على صفحتها الشخصية، في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومفاد التعليق أنها تتمنى لو أن جميع الجنود الإسرائيليين المشاركين في العدوان يرجعون لأراضي إسرائيل جرحى أو قتلى جزاءً على المجازر المتتالية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في القطاع.
قالت العموري:”في الواحد والعشرين من الشهر (بعد يومين من نشر التعليق) وصلتني رسالة رسمية تفيد بقرار إبعادي عن الكلية وبأن دخولها ممنوع أمامي لأي سبب كان دون تحديد أي خطوة أخرى ستؤخذ ضدي، علمًا أنني في فترة إمتحانات السنة النهائية”.
واضافت: “إضافة إلى ذلك وصلتني رسالة من قسم الجباية في الكلية تطالبني بإعادة المبالغ المادية التي حصلتُ عليها خلال منح دراسية أخذتها مقابل ساعات عمل كنت قد قدمتها وفق الشروط خلال العام وبالتالي لا تعد هذه المنح الدراسية مجانية، وطالبتني بمبلغ 6000 شاقل على دفعتين الأولى علي تسديدها في منتصف اغسطس القريب والثانية منتصف سبتمبر الذي يليه.”
وتابعت رجاء :”إضافة لكل هذه الإجراءات الرسمية، اعلمت ان دعوى رفعت ضدي في الشرطة وتلقيت العشرات من رسائل التهديد من قبل طلاب يهود يدرسون معي في الكلية حملت لهجة قاسية ومليئة بالشتائم والسباب”.
موجة من الطلاب اليهود يتابعون حسابات الطلاب العرب على مواقع التواصل الاجتماعي لرصد أي جملة أو عبارة قد تُنشر لتعبر عن موقف مؤيد للمقاومة أو يعبر عن الألم لما يعيشه أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة حتى يمارسون الضغوط على إدارة الكلية من أجل اتباع ذات الإجراءات التي اتُبعت ضدّي..”، ختمت رجاء.
حديث لنا مع موكلة رجاء، المحامية نجوان شبيطة، أكدت لنا أنها أرسلت رسالة رسمية الى إدارة الكلية تستوضح حقيقة الامر ومنحتهم مهلة مدتها أسبوع حتى تتلقى ردا منهم، وعليه فقد فضّلت شبيطة عدم الكشف عن أية معلومات إضافية في القضية حتى تصلها الصورة كاملة من إدارة “هداسا”.
هذا وقد حاولنا أيضًا التواصل مع إدارة الكلية لأخذ تعقيبهم على الأمر لكننا لم نتلقّ ردًا حتى الآن، وسنقوم بنشره حال وصلنا بالسرعة الممكنة.