كلمة حرة

اردوغان رجل حر ! بقلم: ناضل حسنين

لم اطالع تصريحات لرجل دولة من قبل بمثل هذه الحدة التي يتحدث بها رئيس الوزراء التركي اردوغان عن إسرائيل كلما تناول الحرب على غزة والقضية الفلسطينية برمتها.

الحرر الصحفي ناضل حسنين
الحرر الصحفي ناضل حسنين

ظننت في البداية انه ينبش هذا الموضوع من باب المزاودة شأنه شأن كل زعيم مسلم يتغنى بالحنين الى الأقصى ويشمر عن ساعديه امام الكاميرات ثم ما يلبث ان ينسى كل منطقة الشرق الأوسط بمجرد وصوله أي عاصمة غربية. ولكن اردوغان على ما يبدو زعيم من طينة أخرى.

اعترف بأنني لست من المقربين على الحركات الإسلامية التي تسعى الى السلطة ولا تلك التي تمسك بزمام الحكم في بعض الدول بين الحين والآخر، لأني اعتبر الدين عبادة وليس كرسي سلطة، غير ان اردوغان اقنعني بنهجه المتشدد والمتهور أحيانا بأنه لا يلعب الدور وانما يقدم نفسه بلا قشور.

اردوغان يقف على رأس الدولة التي أصبحت في المرتبة السابعة في العالم من حيث قدراتها الاقتصادية وقد بلغت استقلالا اقتصاديا بل وتعلقت دول أخرى بها، ولهذا فهي لم تعد دولة تقتات على المساعدات الأجنبية كي تراعي رغبات المانحين. ثم انها عضو في حلف شمال الأطلسي ذات وزن نوعي لا يستهان به كقوة عسكرية إقليمية رئيسية الى جانب ايران وإسرائيل، وهي ليست مستودعا للأسلحة تستبدلها كلما صدئت بأحدث منها، كما تفعل الدول العربية في الخليج، بل قاتلت وتقاتل.

امس وفي مهرجان انتخابي في إسطنبول اتهم اردوغان إسرائيل بأنها “تتصرف في قطاع غزة مثل المانيا النازية، فهي تقتل الأمهات الفلسطينيات كي لا يلدن وتقتل الأطفال الفلسطينيين كي لا يكبروا وتقتل الرجال الفلسطينيين كي لا يدافعوا عن ارضهم”. وأضاف: “إسرائيل تسعى الى خلق العرق النقي تماما كما كان يريد هيتلر”.

وقال اردوغان ان إسرائيل ستغرق في بحر الدماء الذي تسكبه من أجساد الأطفال الفلسطينيين. بالطبع الرد الإسرائيلي لم يتأخر وهو الرد المعتاد الذي يخلط بين الحكومة الإسرائيلية وسياستها التي ينتقدها اردوغان وبين اليهود كشعب. اردوغان لم يهاجم الشعب اليهودي كي تتهمه إسرائيل باللاسامية، بل هاجم سياسة الحكومة ونهج نتنياهو وياعلون.

ومن المواقف التي تحسب لأردوغان وتثير حسد حكامنا انه صرح قبل فترة وجيزة انه يقاطع أوباما ولن يلتقيه او يتحدث معه بسبب ما يدور في سوريا وغزة، هل يجرؤ زعيم عربي ان يقول مثل هذه العبارة لزوجته وليس لرئيس الدولة صاحبة اقوى نفوذ في العالم؟

وقبل ان يسأل سائل كيف لأردوغان ان يتصرف هكذا ونحن ابطال الانتخابات والصالونات نخفي اذنابنا بين الساقين وننسحب كلما زمجر نتنياهو؟ بكلمة واحدة اردوغان رجل حر شعبيته حقيقية غير قائمة على الزيف والعنف وانتهاز الفرص او الدعم الأجنبي!

لم تكن مواقف اردوغان لتبدو بهذه الحدة خلال أزمات عالمية أخرى، فهي طبيعية للغاية في بلاد تعيش حالاتها الطبيعية، ولكنها تظهر حادة للغاية على خلفية الرجولة المصطنعة في القصور العربية والقيادات الكرتونية في العواصم العربية والنخوة المفقودة في الاخلاق العربية!

‫3 تعليقات

  1. مع كل الاحترام لك ولاردوغان وللمقال الجميل والذي يضرب على الوتر وأؤيدك بغالبية ما كتبت الا ان اردو غان عليه ان يبعث وفورا مساعدات لغزة مثلما فعل في سفينة مرمرة ليثبت شجاعته وصدقه الذي لا أشك فيه وأخيرا كل الاحترام والتقدير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *