من المتوقع ان يشارك ظهر اليوم الالاف من سكان مدينة الطيبة والوسط العربي في مراسيم تشييع جثمان مدير مدرسة عمال المربي يوسف شاهين الذين قتل يوم امس الاثنين رميا بالرصاص داخل مكتبه وامام بعض المعلمين.
هذا ووصل الى بيت الفقيد عدد كبير من المعزين الذين اتوا ليعبروا عن تضامنهم مع العائلة واستنكارهم للجريمة البشعة التي راح ضحيتها انسان قيادي وناجح.
موقع “الطيبة نت” تحدث مع عدد من مواطني الطيبة، الذين تحدثوا عن المرحوم وما وسيرته الحياتية والاجتماعية والتربوية.
قصي حاج يحيى قال:” المرحوم عرف باخلاقه العالية والرفيعة، ودائما كان يسعى في خدمة ابناء مجتمعة دون ملل او كلل، ولم يعرف في يوم من الايام معنى الياس والاحباط، بل كان يجتهد حتى يحقق ما يصبوا اليه من طوحات”.
رئيس مجلس الطلاب في مدرسة عمال الطالب معاذ اشقر الذي تخرج هذا العام قال:” هذا جريمة بشعة، ولا اعتقد ان كل صاحب ضمير حي يمكن ان يقبلها. نحن كطلاب نرى ان هذه الجريمة هي من اصعب الجرائم التي وقعت في تاريخ الطيبة، اذ ان الاستاذ يوسف كان له قدره ومعزته الخاصة لدى كافة الطلاب والطالبات، وعرف بطيبة قلبه ومحبته للجميع، وكان معطاء لبلده ومدرسته وطلابه ومعلميه، لذلك لا بد ان تقف كل الحركات السياسية والاجتماعية والدينية ونحن ايضا وقفة واحدة لنصرخ في وجه العنف ولنقول، كفى للعنف”.
وتابع قائلا:” مدير مدرستنا خسارة كبيرة لنا، فقد خرج اجيالا على مدار عشرين عاما، والكثير من الخريجين شقوا طريقهم نحو مستقبل ناجح ومزهر، وكي نحافظ هذه المسيرة علينا ان نعد برامج وخطط حتى نتخطى ظاهرة العنف المتفشية. ان يقتل مدير مدرسة، هذا معناه تخطي للخطوط الحمراء، فمدير مدرستنا له الفضل علينا، حتى في حفل التخرج قال في كلمته ” اننا طلاب مميزين”، ونحن نقول له انه كان هو الاخر مديرا مميزا. لا يسعني الا ان اقدم التعازي لعائلة مربينا، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”.
عضو الكنيست د.احمد طيبي، وهو صديق المرحوم قال:” هنالك الكثير من الامور في مدينة الطيبة كانت عزيزة على قلب المرحوم الذي لم يكن مجرد فقط مديرا للمدرسة بل قيادي محلي له مكانته، ورجل ذو اعتبار قطري، لذلك هذه الجريمة النكراء صدمتنا. الطيبة مصدومة كذلك التلاميذ، لان الضحية هو يوسف الذي قتل داخل مكتبه وخلال اجتماع عقد عشية افتتاح السنة الدراسية، وهذا امر فظيع جدا”.
وعن اخر حديث دار بينهما قال الطيبي:” قبل يومين كان اتصال هاتفي بيينا، وقبلها التقينا في عرس بالطيبة والضحكة لم تفارقه، بل ان روحه كانت مرحة جدا، واتفقنا على ان نلتقي قريبا جدا، لكن القدر منع هذا اللقاء. ابو الامير فقيد الطيبة كلها وجهاز التعليم، وستبقى ذكراه راسخة في قلوبنا والغضب سيبقى ايضا. الطيبة تستحق ان تنتقل من الماضي الاليم على مدار سنوات، حيث ان الجرائم اصابتنا جميعا، واعتقدنا اننا في الطريق، لا سيما ان المرحوم كان يشاركني في الجهود للصلحات الاخيرة، فهو كان رجل اصلاح وخير، انسان اراد الخير للبلدة وللناس وللطالب، وستبقى ذكراه طيبة في قلوبنا”.
وقال ايضا:” لجنة المتابعة وكل الاطراف سبق وان طالبنا الشرطة بان تجمع الاسلحة التي انتشرت في البلدات العربية بكثافة غير معقولة، والشرطة لا تجمعها. لو كانت هذه الاسلحة موجهة ضد امن الدولة لما بقيت دقيقة، لذلك نحمل مسؤولية الشرطة على انتشار السلاح الذي يشجع على الجريمة، ومن جانب اخر لا يكفي ان نتهم الشرطة فقط، بل يجب ان نسمع ان العنف ليس طريقة والجريمة لا يمكن ان تتعاظم هكذا في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل. نحن شعب فلسطيني، وفي الضفة الغربية وغزة الجريمة اقل بكثير من هذا الجزء، لذلك هنالك اسباب للعنف وهي الاقصاء، التهميش، الوضع الاقتصادي، وتحول المجتمع لمجتمع مادي بشكل متسارع. هذه الجريمة يجب ان توحد اهل الطيبة لمحاربة الجريمة، وللنهوض في هذا البلد، ولا يمكن الاكتفاء في الغضب والصمت”.
مدير مركز امان المحامي رضا جابر قال:”اذا لم ناخذ العبر في هذه اللحظة، فان المجتمع العربي سينزلق في الهاوية، لذلك لا بد في هذه المرحلة ان ناخذ الامور بالجدية المطلوبة التي لم ناخذها في السابق للاسف الشديد، كما ان تعامل الشرطة في هذا الموضوع ومواضيع اخرى لم يكن مهنيا، ان كان ذلك بالنسبة للسلاح غير المرخص، فك رموز جرائم القتل، واذا لم يتم تعامل شرطي ومؤسساتي حقيقي في هذه القضايا، فلن نرى تغيير على ارض الواقع، ولكن بالاساس يجب ان ناخذ نحن المسؤولية كمجتمع عربي على حياتنا، فلا يعقل ان يدخل انسان الى حرمة المدرسة ليقتل مدير المدرسة، تماما كما حدث قبل سنتين عندما دخل شخص الى مسجد في الرملة وقام بقتل محمد التاجي داخل المسجد، هذه الجريمة التي لم يفك لغزها، لذلك يجب ان نربط الامور ان هذه الجرائم عندما لا تفك ولا يتم ملاحقة الجناه فان هذا التعامل سوف يعزز ويقوي الجريمة في مجتمعنا العربي”.
واردف قائلا:”يجب ان تقف الطيبة وبسرعة كبيرة امام الجريمة ومواجهتها ليس بالاستنكارات واصدار البيانات، وانما عمل حقيقي لوقف هذه الجرائم. المربي يوسف شاهين معروف على انه شخصية تربوية واجتماعية، ودمه يجب ان لا يذهب هدرا بدون ان تتغير البلد من الاساس، وهذه النقطة يجب تتكاتف كل الاطر لمحاربة الجريمة والمجرمين”.
ثم قال:” يجب ان لا نستسلم للجريمة، ولا بد من افتتاح العام الدراسي بصورة عادية، ومن جهة اخرى ما حصل يجب ان لا يمر مر الكرام، ولا نعطي المجرم والجريمة جائزة، وعلينا ان نطالب كل الجهات القيام بواجبها، فالطيبة ليست هي الوحيدة في تلك المعركة، فابو الامير وقع ضحية، والضحايا الذين سياتون بعد هذه الجريمة هم كثر، فالنيل من مدير مدرسة وشخصية دينية يعني انه يمكن النيل من كل مواطن طيباوي. القضية قضية مجتمع وليست فردية”.
عبد العظيم شاهين حاج يحيى شقيق المرحوم قال:” شقيقنا كان انسانا مسالما وخلصا، ولم يفكر في يوم من الايام ايذاء اي شخص، بل كان يضحي من وقته وعلى حساب بيته في سبيل خدمة المجتمع وكي يخرج اجيالا يحتذى بهم. لا نعرف ما الذي حصل وما هي الرسالة من وراء جريمة القتل البشعة. نحن ننتظر بفارغ الصبر معرفة اسباب الجريمة ومن له مصلحة في ذلك”.