لا بد من تصحيح الفهم وتوجيه الافراد من خلال التثقيف والتوعية وهذا يكون من ورشات عمل من المثقفين على جميع الاصعدة .
ان تقدم خدمة للجماهير فهذا تشريف وتكليف ولا ينقص من قدرك في المجتمع بل العكس هو رفعة وسمو ورقي .
فكما السياسه هي لقب جماهيري يرتقي باصحابها نحو الوجاهة مع ما يرافقها من نضال عند الكثير وجهد جبار على حساب اوقاتهم واموالهم وعقولهم ..فان العمل الجماهيري هو بنفس المرتبة ان لم يكن اكثر .فالعمل السياسي هو قيادة المجتمع وتحصيل حقوقهم من الدوائر الحكوميه من خلال التشريعات وسن القوانين ..اما العمل الجماهيري وهو ما يكون بالغالب عن طريق الجمعيات والمجموعات واحيانا بشكل فردي ولكن الاعمال الفرديه لاتثمر الا اعمالا صغيره والاعمال الجليله العظيمه هي ثمرة تعاون جماعي في خدمة للمجتمع الذي يقوم على التكافل والتضامن بين فئات المجتمع لزرع بذور المحبة والخير فيمابينهم وزرع الانتماء لمكان سكناهم لكي يستطيعوا معا تحقيق العطاء وتكريس مفهوم الوفاء لمجتمعهم وبلدهم .
العمل الجماهيري يكتسب اهمية قصوى لا تقل عن اي عمل تقوم به حكومة بدولة ما بكل امكانياتها ..بل قد يكون موازي لعملها..فالعمل الجماهيري يقوم على عمل وقول تطوعي مجاني من غير مقابل وهو مجهود جبار يستحق القائمين عليه كل التقدير والاحترام واقل القليل هو عدم الاساءة لمن يقومون به .
فهذا العمل بحاجة الى طاقة عظيمة من الافراد للقيام به فهو تنازل الانسان عن كبرياءه وتطويع ذاته للقيام بهذا الدور العظيم .ولكن هذا العمل يواجه صعوبات كثيرة منها الدعم المادي الذي يحتاجه القائمين عليه والذي قد يقع فريسة لفئة وجهات مقابل ذلك ..واحيانا يتعرض للتشويه والهجوم من المنتفعين بالفساد ولتضارب المصالح ..وقد يواجه منافسة غير شريفة فيما بين القائمين عليه بدلا من التعاون لفهم خاطئ عند بعضهم .العمل الاجتماعي الجماهيري التطوعي قيمة عليا لا يشعر بها الا من يمارسها ويقوم بها فهو ثورة على الذات من مفهوم المصلحة الخاصة للمصلحة العامة وتحقيق الانسانية بداخلها .
وهنا يمكن القول بان العمل الاجتماعي والجماعي من خصال وسلوك المجتمعات التي تسعى للرقي ببلدها وبحاجة لدعم ومؤازرة ومشاركة وتعاون لتحقيق نتائج محمودة وايجابية ..وهذا يتحقق ايضا من خلال كف الاذى بكل اشكاله قولا وعملا وهمزا ولمزا لكل القائمين عليه وان وجد بينهم بعض الافراد السلبيينمع ندرة مثل هؤلاء ..والذين ان وجدوا سرعان ما يذوبون في الايجابية او تخليهم عن العمل .
من هنا ياتي الخطاب لكل راع ومسؤول في تشجيع الاخرين ليشاركوا بالعمل الاجتماعي التطوعي لما فيه من فوائد كثيرة وهذا يكون في المنزل والمدرسة وكل مكان يمكن فيه التثقيف والتوعية.