الاستاذ المؤرخ صدقي ادريس في هذه الحلقة، يتناول موضوع “معاهدة رودس”، وتسليم الطيبة عام 1949.
شارك ابناء الطيبة في معارك حرب 1948 بما في ذلك بمعارك “باب الواد” في حصار القدس او في الطيرة الاربع او في الحرس الوطني في “الطابات” التي انشأها الجيش العراقي اثناء تواجده في المثلث والطيبة، وهي “طابة السحالي” و”طابة الدويك” و”طابة ابو ثلاثين”.
واتخذ الجيش العراقي مقرا له في بيت سيمح التلي على الشارع الرئيسي جنوب “الجسر” في القرب من بيارة عدنان.
وتفاوض الملك عبد الله مع الاسرائيليين اثناء وجود القوات العراقية في المثلث، بدلا من العراقيين مع القوات الاسرتئيلية، بعد ان اقنع الملك عبد الاله بسحب القوات العراقية، والتصدي هو بالتفاوض مع الاسرائيليين.
واشترك الوفد الاردني بمحادثات رودس بعد ان وقع الوفد المصري على المعاهدة، وثم تلاه الوفد السوري، جاء الملك عبد الله بالتفاوض، بدلا من القوات العراقية وباسمها، وجاء مصير الثلث هل سيضم للدولة العربية ام يضم للدولة اليهودية.
ذهب الوفد الاردني الى رودوس ومعه الخرائط المفصلة، والوفد الاسرائيلي ومعه الخرائط، وكان من المتفق ان تكون الخرائط الاسرائيلية والاردنية العربية، متشابة الا ان الوفد الاردني فوجئ بان الخرائط اليهودية قد ضمت المثلث من ام لفحم وحتى كفر قاسم الى الدولة اليهودية، فلم يقبل الوفد الاردني التوقيع، واثناء الخلاف بين الوفدين، الا ان احد اعضاء الوفد قال بسذاجة ” علام الخلاف بينكم على هذه القميحة، سيدنا لا يريدها”، عند ذلك طار الوفد الاسرائيلي الى اسرائيل ومن ثم الى الشونة وقابل الملك عبد الله، وقد وقع الملك عبد الله وسلخ المثلث وضمه الى اسرائيل.
ومن ثم حمل الوفد الاسرائيلي الى رودوس الخرائط الموقعة من الملك عبد الله، وهناك تم سلخ المثلث بكامله من الدولة العربية، كذلك ضم ستين الف دونم من اراضي فلسطين وقسم كبير من اراضي طوباس.
معاهدة رودس:
بعد حرب 1948، وقعت الدول العربية المتحاربة مع إسرائيل ما عدا العراق، على اتفاقيات هدنة مع إسرائيل. ووقعت كل دولة على الاتفاق بشكل منفصل، وبدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بوساطة الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر. تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد الخط الأخضر.