لا شك ان المجتمعات الواقعة تحت الفساد والظلم بغض النظر عن من يقودهم سواء ذوي القربى او الغريب عن قرب او عن بعد تعيش حياة صراع في مقارعتها لمصاعب العيش الكريم.
لكن الملفت للنظر هنا هو غياب الشريحة المناضلة والطبقة المثقفة عن الساحة بشكل جماعي وتمسكها بالعمل الفردي على المستوى الشخصي او الفئوي وهذا لا ينقص من عطائهم الطاهر والنقي والذي يستحقون عليه كل التقدير والاحترام من غير مزاودة او منّة.
لكن الموجع ان اذناب السلطة ولا اقول اعوانها لانهم يستحقون ادنى الاوصاف يتكاثرون كالفطريات في المجتمع ويدعون للباطل بطرق منافقة لكي يشتتوا عقول طبقات المجتمع من خلال بث الفتنة والاشاعة والتشويه وانشاء مناسبات تشغل الناس عن قضاياهم الجوهرية وحقوقهم وواجباتهم تجاه بلدانهم. وقد يتعدى الامر لبث روح الكراهية بين المناضلين والمثقفين والنشطاء وهنا تصبح الارض خصبة لهم كي يعينوا الظالم والفاسد والغاصب والقاهر على التمادي بزرع بذور التفكك والاستيلاء على مقدرات وموارد البلاد.
ان ما يحتاجه البلد هو وحدة الصف والكلمة وادارة مرحلة التحرر بطريقة جماعية تكفل انقياد المجتمع لهم بتكاتف وتكافل ومؤازرة ودعم بكل ما تحمله هذه المفردات من معاني ايجابية. وهذا من شأنه قطع الطريق على عملاء السلطة (اذنابها) بجميع المسميات سواء كان لهم ارتباط مباشر بمشروع الخيانة او غير مباشر. فهؤلاء سرطان خبيث ينتشر بين افراد وفئات المجتمع سواء كانوا بوظائف مرموقة او من هم من قاع المجتمع ممن قبلوا على انفسهم قبول الفساد وخيانة الامانة وهلاك المجتمع.
لا تنظير ولا تعالي بالخطاب ولا تلميع صورة وانما تذكير وتنبيه لمن هم منتمون بحق ويعطون ويؤثرون على انفسهم من اجل الغير لاحلال العدل وتحصيل الحق وازهاق الباطل.
لتقف هذه الفئات المخلصة في خندق واحد وتواجه الاذناب قبل الاغراب وتفضح اقوالهم واعمالهم الضالة والمضللة والمهلكة للبلاد والعباد تحت شعار الاصلاح الكاذب وتسجيل المواقف بالقيام بمظاهر اصلاحية شأنها التضليل عن فساد اقوالهم وافعالهم.