الامانة نفتقدها في ايامنا وما احوجنا اليها..لقد ضيّع الكثير منّا الامانة ظناً منهم ان الامانة فقط هي ما يضعه ويحتفظ به شخص عنده..ونسينا ان الامانة هي اداء الحقوق بصدق وعدل..نسينا ان الامانة هي في القول والعمل والسلوك..نسينا انها في البيت والمدرسة والعمل المهني والوظيفي والنشاط السياسي والاجتماعي..نسينا انها تدخل في الحي والبلد والمجتمع والعلاقات العامة والخاصة وتأديتها بأكمل وجه واجب الزامي يعاقب عليه من يقّصر به.
ان الامانة حمل ثقيل على من تربّوا على الجهل بكل مكونات الجهل الانساني,,من انانية وتفرّد وانتهازية وتكبّر واستعلاء واستغلال.
ان فقدان الامانة بين مكوّنات المجتمع بين المسؤلين والمسؤلين وبين المسؤلين والافراد وبين الافراد والافراد يعني هلاك وتفكك للمجتمات وانتشارا للفساد وبث روح الشرّ والسلبية بين فئات المجتمع.
الامانة هي روح الانسانية التي نتعامل بها فيما بيننا وفقدانها يعني مجتمعا متقهقرا في النضال والعطاء والبذل والانتماء والتقدّم والرقي.
ربما لا يعتدي الإنسان بالتصرف في مال مودع عنده، غير أنه يؤخّر إيصاله إلى صاحبه، استهانة خلال ما تحدّثه به نفسه وجرّاء التسويف
والكسل، فإن هذا أيضاً يعتبر تعدياً لأنه يدخل في دائرة ذويها، وربما يؤدي ذلك إلى تلف الأمانة إذا كانت مما يتلف وتنقص قيمته بمرور الزمن.
وهذا ينطبق ايضا على تأخير الايفاء بعهود ووعود الناس فيما بينهم وتأجيل تخليص معاملاتهم واجورهم وعدم استقبالهم بمواعيد متفق عليها او مخصصة لاستقبالهم.
فالامانة نهج حياة ودستور…وليست شعارا نطلقه ولا منظرا نتباهى به ولا قولا نطرب الاخرين بترديده… الامانة قولا وعملا يعني مجتمع ناجح ومتماسك وراقي.
الامانة حياة شاملة تضم بداخلها كل مناحي الحياة السعيدة والكريمة من ازالة النفايات وجمال الامان الى انشاء البنايات بشكل حضاري ورائع.