لو ان شابا امسك بيد خطيبته او زوجته في الشارع، لتعرض الاثنان لنظرات الاستهجان اللاذعة وللانتقادات النافذة الى قلب الحلال والحرام. ولو رأينا شابا يقبل خطيبته او زوجته على حافة طريق عام، لوجدنا الجميع ينتفض للقيم والتقاليد … ولوجدنا المتشدقين بالأخلاق والتربية يرغون ويزبدون ولا يتوانون عن استلال حرابهم لقطع الرؤوس ومحو العار القومي الذي حل على الامة بأسرها. انه مرفوض ومنبوذ ومكروه وحرام ومصير فاعله الجحيم وبئس المصير.
اما وإننا نشاهد مسلسلا يوميا لقطع الرؤوس امام عدسات التلفزيون وفيها نرى الملثم الذي يصور لنا عزرائيل يمسك بسكين ويذبح الانسان كما يذبح الشاه او الدجاجة فينفر الدم من عنق المذبوح وهو يتخبط مضرجا بدمائه، فهذا امر مألوف ومعتاد ونرميه بضريبة شفاه مقتضبة وأحيانا نكتفي باستدارة الوجه الى الجانب الاخر، وكأن شيئا لم يكن.
منذ متى اصبحنا امة تشمئز من الحب والمحبة وتقبل بالكره والعنف والبغضاء؟ لماذا علينا السكوت على جرائم يومية كبيرة كانت ام صغيرة في الحي وفي المدرسة وفي الشارع وفي المدينة، بينما نتصرف كالرداحات حين تتناهى الى مسامعنا حكاية نعتبرها ميوعة اخلاقية؟
لا جديد في حقيقة ان الرجل الشرقي يخجل بمشاعره ويعتبرها نقطة ضعفه التي يخفيها بكل حرص ، ولكنه لا يتردد في ابراز شراسته وعنفوانه عند اتفه المواقف التي قد يفسرها بصورة مغلوطة.
كفانا تشويها لأنفسنا … غرقنا خجلا بما نعتبره لجهلنا “منبع اعتزاز” لنا.
الله محبة والخير محبة … وفي هذه الايام التي يقضي فيها الحجاج اروع ايام حياتهم في رحاب الله المقدسة في الحجاز، ما احوجنا الى الالتفات الى ما آل اليه حالنا وكيف اصبحنا نناصر الاشرار ونبغض الاخيار.