نجاح يوم الحداد والاضراب العام بالطيبة احتجاجا على مقتل المدير

بعد ان طالت يد القتل، بهجة طلاب وطالبات مدينة الطيبة وكسرت فرحهم، عشية افتتاح السنة الدراسية، باغتيال رمزا بارزا من رموز الثقافة، وزرع الرهبة والخوف في نفوس ابناء المدينة، خشية من تحط ان هذه اليد على احدهم يوما، وهو على مقعد الدراسة، كما طالت مدير في حرم الكلية. الطيبة قاطبة تشارك في الاضراب الشامل ويوم الحداد، في اول ايام العام الدراسي الجديد، للمطالبة بتوفير الامن والامان لابنائها.

عاد صباح اليوم الاثنين أكثر من مليوني طالب وطالبة الى مقاعد الدراسة مع افتتاح العام الدراسي الجديد في كافة البلدات العربية واليهودية، وهنالك عدد كبير من الاهالي الذين رافقوا اطفالهم للمسيرة التعليمية، بينما في مدينة الطيبة الأوضاع تختلف كليا فالشوارع خالية، المدارس، الروضات والبساتين والمحال التجارية مغلقة، إحتجاجا على مقتل المربي يوسف شاهين حاج يحيى وبعد قرار لجنة اولياء امور الطلاب المحلية والبلدية إعلان الاضراب الشامل .

هذا، وقد تقرر اليوم تنظيم مسيرة ومظاهرة غضب بمشاركة طلاب المدارس والمعلمين والاهالي تعبيرا عن حالة الغضب التي تسود الطيبة، وستنطلق المسيرة من منطقة البنوك وصولا الى نحو بيت عائلة الفقيد، وسيتم خلالها رفع الاعلام السوداء وشعارات منددة بجرائم القتل والعنف.

رئيس لجنة الاباء المحلية خالد ابو اصبع قال: “نستنكر حادثة القتل التي راح ضحيتها مدير ثانوية عمال، كما ونرفض كل مظاهر العنف والجرائم التي باتت تشكل خطرا كبيرا على ابناء مجتمعنا، وعليه فقد قررنا اليوم ان نعلن الإضراب الشامل والذي سيضم كافة المدارس والمحلات التجارية والمؤسسات الخدماتية تعبيرا عن غضبنا الشديد لجريمة القتل ولنسمع صوتنا عاليا لكل الجهات المسؤولة لعلى وعسى ان نرى تغييرا على ارض الواقع في كا ما يتعلق بمظاهر العنف والجرائم”.

وقال رئيس اللجنة الشعبية في مدينة الطيبة الدكتور زهير طيبي:” أعلنا الاضراب اليوم ليكون صرخة غضب مدوية لكل جماهير الطيبة والمنطقة ضد الجريمة النكراء التي راح ضحيتها المربي الفاضل يوسف حاج يحيى ابو الامير مدير كلية عمال. هذه الجريمة هزت قلب كل ذي ضمير حي. الجريمة كبيرة والضربة قاسية ومؤلمة. مدير الكلية قتل في مكتبه فماذا بعد. هذا ليس فقط تخطي لكل الخطوط الحمراء هذا تحطيم ودوس بأقدام همجية بربرية على كل الاعراف الاخلاقية والسماوية وتعدي سافر على كل فرد وفرد منا . يا من خرجتم يوم السبت بألوفكم المؤلفة لتقولوا كفى، طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، لكن بربكم أين كُنْتُمْ كل هذه السنين ،عندما استباحوا حرمة الطيبة وهتكوا عرضها واغتصبوا إرادتها ودنسوا سمعتها وكل ذلك على مرأى ومسمع الجميع الذين طاب لهم السبات والنوم العميق نوم أهل الكهف. الكل كان شاهدا على الجرائم التي استفحلت ولكن الأغلبية آثرت السكوت على الباطل حتى رفع رأسه وبات يهدد كيان مجتمعنا كله. العنوان كان مكتوبا بالبنط العريض على الجدار ونواقيس الخطر كانت تدق بأعلى صوتها لكن هيهات هيهات فقد اعتادت آذاننا وعيوننا على مشاهد العنف والأجرام والقتل حتى بات الأمر عاديا. عندما تعودوا الى بيوتكم اليوم أقطعوا عهدا على أنفسكم انه منذ اليوم سوف نتغير، وسوف ننهى عن الباطل ونرفع صوتنا عاليا ونتصدى للباطل ليكن شعارنا لا صمت بعد اليوم .عندها وفقط عندها ستدخل قوى الشر في جحورها وتبعد عنا أذاها، وعندها سيبزغ فجر الطيبة و نعيد الطيبة كما كانت طيبة كما اسمها ونعيد أمجادها لتكون منارة على كل البلدات وقلعة كفاحية نعتز بها”.

واختتم قائلا:”مظاهرة الغضب موجهه ايضا للشرطة التي خلال سنوات لم تقم بواجبها الاساسي بقطع دابر الجريمة وتوفير الأمن والأمان . عشرات الجرائم ارتكبت دون القبض على القاتل . كميات كبيرة من الاسلحة انتشرت لتسلط الى صدورنا لنقتل بعضنا البعض، والشرطة تتفرج. هذه سياسة موجهه ضدنا هدفها اشغالنا عن همنا الجماعي في القضابا المصيرية التي نواجهها .نحن هنا نوجه اصبع الاتهام للشرطة التي فشلت فشلا ذريعا بالقيام بدورها الاساسي وهو توفير الأمن والأمان. الكل يعرف حق المعرفة أن الشرطة فشلت في منع قتل المربي يوسف حاج يحيى بالرغم من أن العنوان كان على الجدار . وهذه الجماهير الغاضبة لن تتحمل فشل الشرطة بالقبض على مرتكب الجريمة. الطيبة تطالب الشرطة بالقبض على القاتل، ولن نقبل أي مبرر للشرطة. هذه رسالتنا الموحدة والمجلجلة ولن نستكين ولن نلين حتى تحقيق هذا الهدف”.