ان مصرع 92 شخصًا من الوسط العربيّ منذ بداية عام 2014 –كما ذكرت معطيات جمعية “أور يروك” (ضوء أخضر) المبنية على أساس معطيات السلطة الوطنية للأمان على الطرق ،يضاف الى هذا الرقم اخر ضحيتين فجعت بهما بلدنا الليلة الفائتة ،لهو حرب داخلية يشنها مجتمعنا العربي على نفسه،كأن الحروب المشنونة عليه من الخارج لا تكفيه.
ان هذه المعطيات تدل على استخفافنا بأرواحنا واستهتارنا بدمائنا،فكم من عزيز فقدناه !وكم من قريب بكيناه! وكم من امرأة ترملت!وكم من طفلة تيتمت!وكم من مقعد حرم الحركة!وكم من الخسائر المادية والنفسية والاجتماعية خسرناها وتكبدناها..الخ لكن مع -مزيد الأسى والأسف -لم نغير ولم نتغير ..ولم نعتبر ولم نتعظ ..الا لحظة وقوع المصاب.
فما زال الكثير من شبابنا يقودون سياراتهم بسرعة جنونية،وما زال كثير منهم يعتقدون ان “الحركوت” في السيارات شطارة ورجولة،وما زلنا نخالف عن سبق إصرار قوانين وأنظمة السير التي يمكن ان يخفف الالتزام بها حوادث السير.بل ما زلنا نلقي بأيدينا الى التهلكة ويغامر شبابنا بأنفسهم ببساطة في لحظة طيش او غفلة،وهم لا يدركون حجم الفاجعة التي يخلفونها خلفهم. يكفينا ان نلقى باللائمة على السلطة المحلية أو المركزية وهي ولا شك مذنبة ومقصرة بشكل كبير ،لكننا نحن أيضا مذنبون ومتهاونون بسلامتنا وسلامة غيرنا بقيادتنا لسياراتنا قيادة غير سليمة،وعلينا ان نراجع ثقافتنا المرورية قبل ان نحصد مزيدا من الضحايا والابرياء.
ألا هل من مستجيب؟