عويضة: صلة الرحم فريضة ينبغي ان نحافظ عليها بالذات في العيد
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً”، وقال رسول الله الكريم في حديثه :”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”.
لا شك أن صلة الرحم واجبة بالجملة على المسلم، وقطع صلة الأرحام من الكبائر كما بينت الأحاديث النبوية الكثيرة الواردة في ذلك وسيأتي الحديث عنها إن شاء الله في ثنايا هذا البحث، ومن هدية الرسول صلى الله عليه وسلم للناس اجمعين، الأمر بصلة الأرحام، فكان من أول ما أمر به بعد أخلاص العبادة للواحد سبحانه تعالى وعدم الإشراك به عدم قطع الأرحام.
صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم. وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب، بل هي الإساءة إليهم. ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب.
وحول أهمية صلة الرحم في الإسلام في المناسبات الدينية توجه موقع “الطيبة نت” الى الامام الشيخ رافت عويضة، للحديث حول هذا الموضوع.
الشيخ رافت عويضة: من اهم معاني العيد بانه يرسخ ويحيي الروح الاجتماعية
واستهل الامام الشيخ رافت عويضة حديثه بتقديم التهنئة الى اهالي مدينة الطيبة، فقال:” ايها الاخوة المسلمون في الطيبة بداية اود ان اهنئكم بحلول عيد الاضحى المبارك، واريد بهذه المناسبة ان اركز على بعد من مهم من ابعاد العيد، ان العيد سواء كان عيد الفطر او عيد الاضحى، ان لهما العديد من المعاني والرسائل والاشارات التي ينبغي ان نتنبه اليها وناخذها بالاعتبار اثناء الاحتفال بالعيد، وهو البعد الاجتماعي، فالعيد من معانيه بانه يرسخ ويحيي الروح الاجتماعية، التي عبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم:”مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى “، فلا بد من تجسيد هذا المعنى من خلال العبادات التي شرعها الله تعالى في العيد من خلال التواصل وذبح الاضاحي”.
لا بد لنا ان لا ننسى من لا يستطيع ان التضحية ولا ننسى الفقراء ولمحتاجين لهؤلاء نصيب من اضاحينا!
واستمر:” فمن سنن واداب العيد هو صلة الرحم، زيارة الاقارب، معايدة الناس والتسليم على القريب والبعيد، انها فرصة لكي نسلم على بعضنا البعد ونطهر قلوبنا، كما اننا نقدم الاضاحي في العيد، ولا بد لنا ان لا ننسى من لا يستطيع ان التضحية ولا ننسى الفقراء ولمحتاجين لهؤلاء نصيب من اضاحينا، فلا تجوز الاضحية دون ان وزع ثلثا منها على الفقراء لكي يفرحوا في العيد ونسد احتياجهم”.
وتابع الشيخ رافت:”كذلك اجتماعنا في صلاة العيد وفي المصلى من اطياف هذا البلد ما هو الا تجسيد حقيقي لهذا التكاتف الذي نعيشه في بهجة العيد”.
صلة الرحم فريضة من الفرائض، ينبغي ان نحافظ عليها بالذات في العيد
واردف قائلا:” علينا ان ننسى اقرب الناس الينا الا وهم الارحام وهو اولى الناس بصلتنا لهم في كل الظروف والاحوال هذه العلاقة يجب ان توطد ولا تقطع مهما كانت الظروف، علينا ان نصل ارحامنا، اباءنا، اخواننا، اخواتنا، ابناءنا وعماتنا وخالاتنا هؤلاء لهم علينا حق، صلة الرحم فريضة من الفرائض، ينبغي ان نحافظ عليها بالذات في العيد”.
من اراد الله ان يبارك له في عمره عليه ان لا يقطع الارحام
واضاف:” كما علينا ان نعبر عم مشاعرنا اتجاههم ، ونزورهم ونقدم لهم التهاني، ومن المؤسف ان بعض الناس في العيد تجده على خصام هذه لا يجوز بحال من الاحوال، صلة الرحم واجبة ومفروضة، ومن اراد الله ان يبارك له في عمره عليه ان لا يقطع الارحام”.
نترككم مع الامام الشيخ رافت في هذا الفيديو المصور.