للرجل: كيف تتصرف مع مديرك المتنمّر؟
الحياة ليست عادلة في كثير من الأحيان، ومكان العمل عادة ليس الجنة المنتظرة. هناك الكثير من الضغوط والمشاكل والصراعات التي سوف يكون علينا خوضها كي نؤمّن مواقعنا، ونتمكن من تحقيق أحلامنا. بعضنا يسقط في منتصف الطريق ولا يمكنه الإكمال، والبعض الآخر “يعافر”، ويواصل بذل الجهد حتى يتحقق له كل ما يريد.
ومن أكبر المشاكل التي قد تواجهك، أن يكون مديرك متنمرا، ويتعامل معك بطريقة سيئة، أو لا يقدّرك ولا يثني على عملك مهما أجدتَ وأتقنته. أو يتحيّن أي فرصة كي يعاقبك ويظهرك بمظهر المقصّر، فما الحل؟
طبعا ليس تقديم استقالاتك والجلوس في البيت، وليس رفع صوتك عليه، أو افتعال شجار معه كي تمدّه بمزيد من الأسباب الإساءة إليك، وإنما اتبع الاقتراحات التالية:
1. لا تخالف قواعد الشركة، ولا تتحايل عليها، التزم بها قدر الإمكان، لتثبت ولاءك ورغبتك في الاستمرار معه.
في النهاية ليس بينك وبينه إلا العمل، وبقدر التزامك بالقوانين العامة، سوف تفوّت عليه أي فرصة للتنكيل بك، كما ستثبت أمام الآخرين قدراتك وإمكانياتك، رغم الضغوط والعقبات التي تتعرّض لها.
2. تحمّل مسئولية أعمالك، وأنهِها في الوقت المناسب، ولا تتذرع بأي حجة للتأجيل أو التسويف.
الغرض رسم صورة مشرّفة لنفسك ولعملك أمام الجميع، ما سيفوّت عليه فرصة الادّعاء عليك، أو اتهامك بالكسل أو التقصير. بمعنى آخر: اصنع رأيا عاما في الشركة يؤيدك ويدافع عنك.
3. لا تتخط التسلسل القيادي، والتزم بالطرق الشرعية للتعبير عن رفضك، أو وجود مشكلة ما.
في النهاية هو مديرك، وله عليك حقوق. وكما تتمنى أن يحترمك، احترمه، واحترم التسلسل القيادي، لو أردت تقديم شكوى. مرة أخرى سيسهم هذا التصرف الحضاري في رسم صورة مشرّقة لك لدى الجميع، بل وربما تحرك مشاعره نحوك، وتدفعه لإعادة النظر في طريقة معاملته لك.
4. لا تفقد مهنيتك واحترافك حتى عندما تكون مستاءً، امش بشكل قانوني، واتبع الإجراءات السليمة ليعود لك حقك.
القانون هو أفضل طريقة لتنفيذ أي شيء، حيث كل الأمور واضحة ومتفق عليها. امش دائما في طريقه، واتخذه إماما. كي لا يُضيّع الانفعال حقك، أو تفوّت على نفسك فرصة ذهبية لإثبات إساءته إليك عن عمد ودونما مبرر.
5. اكتسب مهارات جديدة، واستخدمها في تسريع وتيرة عملك وزيادة كفاءته.
استثمر في نفسك، ولا تترك الصراعات والمشاكل تنسيك أهمية أن تكتسب مزيدا من المهارات كل يوم. هذا هدفك الأساسي، ووسيلتك للبحث عن عمل في مكان آخر لو تأزّمت الأمور بينكما، للدرجة التي لم يعد يصلح معها أي حل آخر.
6. تجنّب العلاقات الشخصية في مجال العمل، لتكون خفيفًا وحرًا وبعيدًا عن المحاسبة والمراقبة.
مرة أخرى، كن محترفا في علاقاتك، لا تتورط في العاطفة كي لا تدفع ثمنا باهظا، أو تترك للآخرين ثغرات يتسللون منها إلى نظامك الدفاعي، ويدمّرونك.
7. تقبّل الحلول الوسط، ولا تسع لكسب كل شيء، ولا خسارة كل شيء، وازن أمورك، وتمتّع بالمرونة قدر الإمكان.
المرونة هي كلمة السر وقت الخلاف. زن الأمور بهدوء، واختر خطوتك المقبلة، بناء على ما يمكنك تحقيقه وكسبه الآن. ليس مهمّا أن تكون الرابح الوحيد، المهم أن تربح أولا، وأن تتقدم خطوة في سبيل تحقيق النصر النهائي.
صحيح أن بيئة العمل أصبحت صعبة هذه الأيام، لكن هذه حالنا جميعًا، وليس الحلّ أن نقدم استقالات جماعية، ونجلس في بيوتنا من الغد، لكن أن ندرس المواقف، ونتكيّف، ونحاول إيجاد مخرج، يحفظ لنا سلامنا العقلي، وفي نفس الوقت يُحرّرنا من الضغوط التي نعاني منها، وهي ليست مهمة مستحيلة، لو أننا فقط اقتنعنا بضرورة تنفيذها.