في مدينة الطيبة، ومنذ سبع سنوات، على الاقل، اصبح تفحيط السيارات في منطقة البنوك ليلة العيد، الذي يستمر حتى الفجر، بحضور مئات الشباب المشترك منهم والمتفرج، تقليدا شبابيا مبتكرا، خلافا عن الامة الاسلامية الجمعاء، تتسم به اعيادنا في الطيبة.
ويبقى هنا السؤال الى متى تستمر هذه الظاهرة، ومتى نقضي الاعياد بفرح وليس بتعاسة كما قضتها بعض العائلات؟
وفي محاولة لموقع “الطيبة نت” للاجابة عن تساؤولات الاهالي، اجرى هذا التقرير، حول ليلة العيد ومأسيها
ليلة العيد الاخير، يوم وقفة عيد الاضحى المبارك الذي صادف يوم 04.10.2014، وما جرى بها من اعمال تخالف كل الاعراف والاخلاق، اثارت جدلا كبيرا في صفوف شباب واهالي مدينة الطيبة، الذين اعربوا عن اسفهم عما يحدث في منطقة البنوك وغيرها، وعن غضبهم ازاء تصرفات بعض الشباب المتهور الاهوج، الذي انصرف في التفحيط امام اعين بعض الشباب المتفرج، المشجع، والمبتسم لربما!.
كما وينادي السكان في مدينة الطيبة، منذ اعوام، بالحد من هذه الظاهرة المقلقة، وبان تتوقف اعمال الاخلال بالنظام والعربدة في تلك المنطقة وغيرها فورا، لما فيه من إزعاج وترويع وخطر على المشاركين انفسهم، وعلى المشاهدين المصطفين على جانبي الشارع، ولا اذن للمنادى.
البعض من اهالي الطيبة يلقي اللوم على اهالي الشباب المتواجد في ليلة العيد في منطقة البنوك، سواء كان المشارك في التفحيط او المتفرج، اذ قالوا لماذا لا يقوم الاهل بواجبهم ليلة العيد!، لماذا يتواجد ولد او طفل حتى ساعات متأخرة لوحده في منطقة البنوك بعيدا عن أبويه ؟. والبعض يلقى اللوم على الشرطة ويطالبها بان تقوم بواجبها بمنع هذا العرض المشين، والبعض الاخر قال ان على الغيورين في المدينة ان يتصدوا لهذه الظاهرة حتى تستأصل من جذورها.
د. عبد القادر: هل هي قلة وعي ام قلة تربية وقلة اخلاق!
وفي حديث لمراسل موقع “الطيبة نت” ، مع د. درويش عبد القادر مدير مركز “الرازي” الطبي، قال:”للاسف الشديد في كل ليلة عيد، يعاني الطاقم العامل في مركز “الرازي”، كما يعاني كل اهالي مدينة الطيبة، للاسف الشديد، لا ادري ما هي اسباب هذه الظاهرة هو قلة وعي، ام قلة تربية ام قلة اخلاق، ابتعدوا عن كل شيء جميل، واصبح احتفالنا بهذا الشكل المؤسف”.
الامام مهند شيخ يوسف: هذا الفساد ليس محصورا في ليلة عيد، يدل على وجود فساد في الثقافة العامة
اما الامام الشيخ مهند شيخ يوسف، مركز مجموعة الشباب المتطوع للمحافظة على نظام المدينة عشية العيد، وتنظيم حركة السير في الشوارع الداخلية في المدينة، قال:”هذا الفساد ليس محصورا في ليلة عيد، يدل على وجود فساد في الثقافة العامة، يفيض ويتجلى في ليلة العيد، الذي عزمنا على فعله هو تنظيم السير، لان الازدحام المروري يحصل في عدد من مناطق الطيبة، النهي عن الفساد واثارة الضجيج، وما يحصل في ليلة مما لا يجهله احد في المدينة”.
واردف قائلا: “وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مُصلحِون، ينبغي ان يُشدد على تامل القران، فالله عز وجل قال مصلحون وليس صالحون، مما يدل على ان الله عز وجل ان يصلح في الارض، وان يثمر اصلاحه في الارض”.
جواد ناشف: ابن 13 عاما تناول الكحول واغمي عليه ليلة العيد
وقال مدير مركز “التميم” الطبي، جواد ناشف:” نعم، لقد استقبلنا حالة صبي بعمر 13 عاما تناول الكحول، وفقد الوعي نحو ثلاث ساعات، وتوجه الينا اصحابه وتوجهنا لاسعافه، الخمور في العيد هي اسباب المشاكل”.
ضياء جمعة: توجهنا الى الشرطة
ومن جانبه قال ضياء جمعة، صاحب مصلحة في منطقة البنوك، وشاهد على ما جرى ليلة العيد، قال:” لقد توجهنا العام الفائت الى الشرطة، واحضرنا تحذير، فطلبت منا الشرطة توقيع كل سكان المنطقة على الطلب، ووقعنا، الا ان هذا لم يجدي نفعا، فقد وصلت الشرطة في ساعات متاخرة”.
ابو شاهين: نحن ليس عالم ثالث، نحن تحت الصفر
وقال الفنان عبد العظيم شاهين:” كنا ننتظر كل دقيقة حتى نفرح في العيد، لكن اليوم عندما يقترب العيد وانا اسكن في هذه المنطقة، واتذكر “اجوج وماجوج” كحرب اهلية، وشباب من 10 سنين الى 18 سنة، يتجمهر، سوف يحدث ضحايا، سكر اطلاق نار سكانين، نحن تحت الصفر، الحل سهل، لا يضمن هؤلاء الشباب غير الاطر والنوادي”.
ويذكر ان عشية عيد الفطر الذي يصادف يوم 28.08.2014 ، تطوعت مجموعة من شباب مدينة الطيبة الغيور، اسمت نفسها بـ ” مجموعة من الشباب الغيور”، اخذت على عاتقها المحافظة على نظام وهدوء المدينة عشية العيد، وتنظيم حركة السير في الشوارع الرئيسية الداخلية في مدينة الطيبة التي بالعادة تشهد اكتظاظا عشية الاعياد، وانتشر الشباب المتطوع في مناطق مختلفة في المدينة، كمنطقة البنوك التي تشهد احتناقات مرورية، ومراقبة الشوارع من تفحيط السيارات التي تحدث كل ليلة عيد منذ اعوام.
نترككم مع هذا الحوار المصور