مركز الفنون والعلوم تبواح بايس في مدينة الطيبة يحتضن اليوم الدراسي للعنف بالوسط العربي تحت عنوان نربي الولد لنحمي البلد، والذي نظمته جمعية مكارم الاخلاق بالتعاون مع مركز امان المركز العربي لمجتمع آمن.
نظم مركز “امان” المركز العربي لمجتمع آمن وجمعية “مكارم الاخلاق” في مدينة الطيبة، في مركز الفنون والعلوم تبواح بايس في مدينة الطيبة امس اول السبت، اليوم الدراسي للعنف في الوسط العربي تحت عنوان “نربي الولد لنحمي البلد”.
د.قصي حاج يحيى:” هدف اليوم الدراسي بحث آفة العنف”
افتتح اليوم بكلمة من د.قصي شاهين حاج يحيى الذي رحب بالحضور مشيرا الى ان هذا اليوم هدفه تسليط الضوء على آفة العنف التي يعاني منها الوسط العربي بشكل عام بحثها والبت بها وتحليلها، خصوصا بعد مقتل مدير كلية عمال1 بالطيبة الاستاذ يوسف شاهين حاج يحيى”.
الشيخ كامل ريان:” لمكافحة العنف علينا العمل على ثلاث مسارات”
وبعد ذلك كانت كلمة للشيخ كامل ريان رئيس مركز امان الذي قال:” لمعالجة العنف علينا العمل على ثلاثة مسارات الاول المحلي داخل كل بلدة على انفراد، ومن ثم المسار اللوائي اي كل منطقة، وبالنهاية مكافحته بكل الوسط العربي، واي تحييد لاي مسار سيفقد هذا العمل قيمته وفحواه”.
الشيخ رافت عويضة:” قلة الروابط الاجتماعي هي سبب العنف”
اما الامام الشيخ رافت عويضة رئيس جمعية مكارم الاخلاق فعزا في كلمته اسباب العنف الى ” ضعف وقلة الروابط الاجتماعية بين الناس في البلدات العربية والمجتمع العربي ككل، لذلك علينا الرد على اسباب العنف بالقضاء عليها”.
ب. محمد حاج يحيى:” العنف يتفاقم بسبب اللامبالاة”
وإستهل البروفيسور محمد حاج يحيى الجلسة الاولى باليوم، بمحاضرة حول العنف المجتمعي، فقال:” للاسف الشديد فان مجتمعنا تخدر ازاء العنف، فانه اصبح يرى الجريمة ويعتبرها عادي او يبدأ بالبحث عن مبرر لها، العنف يبدأ بالامور التي نعتبرها بسيطة وهي تعدي البعض على المصلحة العامة، ومن ثم يتفاقم العنف الى ان يصبح جريمة وكل هذا في ظل اللامبالاة”.
” العنف ليس المشكلة، هو احد عوارض المشكلة”
وأضاف:” السبب ان لدينا لا مبالاة هو اننا مجتمع مضطهد يقبع في دولة تميز ضده، لذلك يجب خلق حراك جماهيري ممنهج ومنظم لا موسمي من اجل كسر اللامبالاة، فصوتنا ضد العنف يجب ان يظل مستمرا حتى في الايام العادية وليس فقط عندما تقع جريمة قتل، حسب رايي العنف ليس المشكلة، بل هو احد عوارض المشكلة، حيث ان المشكلة هي الفقر الفردي الاقتصادي الذي تتعرض له الاسر العربية، وايضا الفقر المجتمعي، اذ ان بلداتنا العربية تفتقر ايضا الى النوادي والمنشئات المختلفة وايضا للبنية التحتية والمؤسساتية، واقترح اقامة لجان صلح في كل حي لحل النزاعات الصغيرة قبل ان تتفاقم وتصبح جريمة”.
د.خالد ابو عصبة:” العنف ليس فقط اعتداء واطلاق نار”
واستمرت الجلسة الاولى في اليوم بمحاضرة للدكتور خالد ابو عصبة تحت عنوان “العنف والمؤسسة التربوية”، حيث قال الاستاذ ابو عصبة:” يجب ان يعلم الجميع ان العنف ليس فقط اعتداء او اطلاق نار او غيره، العنف هو ايضا صوت الموسيقى المرتفع في ساعات متأخرة من الليل بسبب زفاف، وهي ايضا ازعاج ناجم عن بضع شباب يتسابقون في ليلة العيد، او حتى الالعاب النارية حين يصل الحجاج الى بلدانهم”.
” بعض السلطات المحلية واعضاء الكنيست تمارس العنف !!”
ومضى يقول:” وللاسف الشديد بعض السلطات المحلية واعضاء الكنيست في الوسط العربي لا يصلحون ليكافحوا العنف لانهم يمارسوه، يمارسوه بحملتهم الانتخابية، بالتعيينات والمناقصات والعطاءات، وحتى اثناء تشكيلهم للإئتلافات، العنف لا يمكنه ان يُلجم الا عبر الرد، ويجب ان يبدأ المجتمع بالردع وانجع طرق الردع هي المقاطعة، وفي هذه المناسبة اود ان اقول انني اقترحت على بعض القائمين على برنامج مدينة بدون عنف في الوسط العربي لإستغلاله ومضاعفة جهودهم، لانني في الحقيقة بدأت اشعر ان كل بلد وحين تدخل الى هذا المشروع تزداد بها نسبة العنف”.
اختتام الجلسة الاولى
وانتهت الجلسة الاولى في اليوم الدراسي بفتح باب النقاش بين الحضور والضيفين محمد حاج يحيى وخالد ابو عصبة اللذان اجابا ايضا على تساؤلات الحضور بالنسبة لبعض القضايا المتعلقة بالعنف، وايضا كانت هناك فترة قصيرة للإستراحة للصلاة وتناول وجبة خفيفة.
ورشات عمل وتقديم توصيات
ومن ثم عاد الحضور ليشتركوا بورشات العمل، حيث كانت هناك 6 ورشات: العنف بالمجتمع العربي يديريها الاستاذ مازن ابو عيطة، جرائم الاحداث بالوسط العربي يديريها خليل حاج يحيى، العنف في المدارس يديريها الاستاذ عبد الحكيم رعد حاج يحيى، دور الاعلام في مكافحة العنف يديرها الصحفي حسن شعلان، ودور المسجد في توجيه المجتمع يديريها الشيخ فائد مصاروة، حيث تم تقديم توصيات هذه الورشات في الختام.
رضا جابر:” على مجتمعنا الانتقال الى ساحة العمل بدل الكلام”
وفي الختام تحدث مدير مركز امان المحامي رضا جابر قائلا:” ان المجتمع العربي يجب ان ينتقل بنفسه نقلة نوعية من الكلام والتنظيم وصف الشعارات الى مرحلة العمل والنزول للميدان للنهوض به وبذل الجهد لإحداث التغيير، لانني وبكل صراحة ادخل الى الفيسبوك فارى الكثير من البوستات التي تناشد بالتغيير، واقرا الكثير من المقالات والكتب ومثل هذه الامور، لكن بدون اي تحرك فعلي على ارض الواقع”.