اسوأ العقول هي التي تحول الاختلاف الى خلاف..وبالتالي عداوة وهجران حد القطيعة ..وقد يصل الامر للتحالف مع الشيطان لكسر الاخر..
تذكر آخر مرة شعرت فيها بالانزعاج من أحد الناس بسبب أختلاف وجهات النظر …!!أو فعل أو قول ..هل غضبت من هذا الشخص وقطعت كل حبال الوصل فيما بينكما ..أم غضبت لأنه خرق بعضاً من قواعدك .؟..لكن محبتك له باقيه ..مهما أختلفت معه ..هناك كثيراً من الناس ..إذا إنزعج من تصرف ما ..أختلف مع الأخر قطع الصلة تماماً ..كأنه يقول (( جات منهُ ولا جات مني ))هل يمكنكم أن تتصوروا مدى الصراع الذي يمكن لمثل هذين الشخصين أن يخوضاه في علاقتهما ..؟؟ماهو الأهم بنظركم في هذه العلاقة أم القاعدة ..؟؟إذا كان كل شخص يعتبر أن قواعده هي الأهم بنظره ..للاسف لم نرتقي الى ثقافة تقبل الاخر..وثقافة احترام الراي السديد..لاننا نخشى من قول اخطأنا..
نعم فنحن ارقى واسمى من ان نخطئ كوننا نحمل مالا او قوة او منصبا او شعبية..مما يضطرنا لعدم التنازل عن القواعد التي بنينا عليها حياتنا. ان الانسان الواعي المدرك للامور والى محيطه هو ذلك الذي يطوع نفسه ورأيه على الامور والاقوال والافعال الصحيحة وان نطق وعمل بها من هو اصغر منه شأنا..لما لا نعي حكمة الواعظين عند نصحنا..الم يقل احدهم..رأيي صائب يحتمل الخطا ورأي غير خطا يحتمل الصواب!! فهؤلاء كونهم ادركوا مثل هكذا قيم ومفاهيم علا شأنهم وأصبحوا عظاما وسادوا أقوامهم..لم يكن عيبا على السابقين ان يقولوا أخطأنا واصابت امرأة..ولم ينزل مستواهم عندما سمحوا لصغار السن بالحديث عندما يمتلكون العقول الفذة..ولم يمنعهم من تنصيبهم لقيادة الجيوش وتحت امرتهم شيوخ وسادة أقوام.. صحيح ان مقولة اكبر منك سنا اخبر منك ..لكن هذا لا يعني ان نتخذها نهج حياة..
فكم من صغير سبق وصدق من هم أكبر منه..ان اعتمادنا على سياسة التقديس والتبخيس جعلت من كثير مسخا وذيلا وتبعا..فأهان نفسه وأهان من يقود ويسود..كثيرة هي المفاهيم التي ترسخت بنا كقواعد ومن خلالها تعاملنا مع بعضنا حتى وصلنا ان نكون في خبر كان..ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب..مع انه من الافضل ان نقول اذا كان الغالب يعيش حياة الغاب فلا ينبغي عليك أن تكون حيوانا.