مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى والاعتداء على مدير المسجد الاقصى
المئات من المستوطنين المتطرفين يقتحمون ساحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة شرطية مشددة، بمناسبة “عيد العرش- السوكوت” العبري، بالتزامن مع اشتباكات وعلى أبواب المسجد، ومنع المسلمين من الدخول اليه.
أوضح حراس المسجد الأقصى أن شرطة الاحتلال بدأت بحصار المسجد منذ فجر اليوم، بمنع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ50 عاما وكافة النسوة من دخوله لاداء صلاة الفجر، وتواصل المنع حتى بعد انتهاء فترة الاقتحامات.
وقامت قوات الاحتلال بالاعتداء على حارس المسجد الأقصى مهند أدريس30 عاما أثناء تواجده على رأس عمله، وأوضح شهود عيان أن القوات اعتدت عليه بالضرب المبرح وقامت باعتقاله، واثناء محاولة المتواجدين بالاقصى الدفاع عنه تم دفعهم بقوة ومن بينهم مدير المسجد.
من جانبه أوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن 254 متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم، وأدوا معظمهم صلواتهم وطقوسهم الدينية خلال جولتهم في الساحات، بحراسة من شرطة الاحتلال التي رفضت منعهم أو اخراجهم من الأقصى بدعوى أن “تصرفاتهم عادية”.
وقالت مؤسسة ” الاقصى للوقف والتراث” في بيان إن ” نحو 30 ضابطًا من قيادة شرطة الاحتلال في القدس اقتحموا صباحًا المسجد الأقصى، وأجروا جولة مطولة في أنحاء متفرقة منه، وخاصة في منطقة الجامع القبلي المسقوف، ثم انسحبوا إلى خارج حدود الأقصى”.
وأضافت أن نحو 200 مستوطنا اقتحموا ودنسوا منذ ساعات الصباح الأقصى من جهة باب المغاربة على مجموعات ووسط حراسة شرطية مشددة، وقد نظموا جولة في أنحاء متفرقة منه، وتلقوا شروحات عن تاريخ الهيكل المزعوم ومعالمه، فيما لا تزال عملية الاقتحامات مستمرة.
وأفادت مؤسسة الاقصى أن قوات خاصة اعتدت على الشيخ الكسواني أثناء تجوله في الأقصى برفقة مدير دائرة الأوقاف الشيخ عزام الخطيب، حيث تم محاصرتهما، والاعتداء بالضرب على الكسواني، وكذلك على الحارس مهند ادريس، واعتقاله.
وأوضحت أن مئات من المصلين يتواجدون في الأقصى ويتوزعون على الساحات والمصاطب لتلقي العلم وقراءة القرآن، حيث تتعالى أصوات تكبيراتهم المنددة بتلك الاقتحامات، لافتة إلى أن قوات الاحتلال هددت عددًا من المصلين بالاعتقال إذا قاموا بالتكبير.
وأشارت إلى أن المئات من المرابطين يتواجدون عند البوابات، وتحديدًا عند باب حطة، احتجاجًا على منعهم من دخول الأقصى، مبينة ان الوضع في الأقصى بغاية التوتر الشديد، خاصة في ظل الدعوات اليهودية المتواصلة لاقتحامه وتدنيسه.
وانتقدت الموقف الفلسطيني والعربي مما يجري في الأقصى، قائلة إن” الموقف الفلسطيني الرسمي لا يرتقي إلى مستوى الأحداث التي يمر بها الأقصى، وتتصاعد يومًا بعد يوم”، لافتة إلى أن هناك نقلة نوعية في الهجوم الشرس على المسجد.
وعلى المستوى الشعبي، قالت “بدأنا نلمس بعض التحركات الاحتجاجية على ما يجري بالأقصى، حيث ستجري غدًا ويوم الجمعة القادم فعاليات نصرة للمسجد، ولكننا نأمل أن تتكثف وأن تخرج مظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وتابعت “نأمل أن تكون هناك تحركات عاجلة على المستوى العربي الرسمي لإنقاذ الأقصى وحمايته، وأن تتحرك الشعوب، لان ذلك يخدم ويصب في مصلحة الأقصى”.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت الاثنين المسجد الأقصى، وأطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية باتجاه المصلين، ما أدى لإصابة 30 منهم بجراح وحالات اختناق، كما عاثت خرابًا في الجامع القبلي المسقوف بالأقصى.
وعقب المحامي زاهي نجيدات- الناطق الرسمي باسم الحركة الاسلامية – على الاعتداء على الشيخ الكسواني قائلاً:” نستنكر كل بشائع الإحتلال ، وعلى وجه الخصوص نستنكر الإعتداء الجبان على الشيخ الكسواني الذي تم الإعتداء عليه وهو يمارس وظيفته ويقوم بواجبه كمدير للمسجد الاقصى، أما المرفوض فهو تواجد عناصر الإحتلال أصلاً في المسجد الأقصى المبارك “.