ظاهرة التبني ظاهرة قديمة عرفت قبل الاسلام، واتي الاسلام ونهى عنها بشكل جزئي لاسباب شرعية، الا ان بعض الديانات اقرتها ورحبت بها، لكن يبقى المفهوم العام لعملية التبني على الصعيد الاجتماعي في شرقنا غير محبذ وغير مقبول نفسيا واجتماعيا، رغم ان عملية التبني خطوة انسانية بكل المفاهيم! الا انها تبقى رهينة قلب الانسان، ينفتح للرحمة او يقفل امامها.
فمن حسنات التبني هو فعل الرحمة، لأن الولد المتبنى يجد خارج الميتم عائلة تحتضنه وتحن عليه، فيكبر ضمن عائلة طبيعية مؤلفة من ام واب، وليس في ملجأ للاطفال لأن الملاجىء يدور حولها الكثير من اللغط. ولان حياة هؤلاء الاطفال في الملاجىء لا يحسدون عليها.
كل زوج وزوجة لديهم رغبة قوية في انجاب الأطفال تكون ثمرة لهذا الزواج. لكن الكثير منهم لا يوفقون في هذا، إما لمرض ما أو لإصابة أحدهما بالعقم، وبالرغم من أن الاختيار الأول والأخير في البقاء في هذه العلاقة يعود لطرفين، إلا أن الحياة يجب أن لا تنتهي عند هذه المشكلة.فهناك أطفالا كثر حول العالم، ايتاما بلا اهل ولا مأوى، ضحية الكوارث الطبيعية والحروب، كاطفال سوريا وغزة او من اي مكان حول العالم، بحاجة إلى الحب والرعاية، وبحاجة الى عائلة تضمهم، وتعتبرهم أبناء لها. وبدلا من البكاء لعدم قدرتنا على انجاب طفل للعالم، نأخد طفلا من العالم بحاجة الينا، ونرسم الحب والحنان على قلبه، ما يجعل مفهوم التبني اكثر قرباً من عقول الناس، وبالتالي لتحفيز الحس الانساني لدى الاطفال كي لا يعاملوا بقسوة او كغرباء.
تقول الحكمة القديمة “الأبوة ليس فقط في إنجاب الأطفال لكن في رعايتهم وتربيتهم”، ولعل هذه الحكمة ستساعد في تخطي مشكلة عدم الإنجاب والتفكير جديا بالتبني.
كل شخص تبنى طفلا، لا بد أنه سأل نفسه هذا السؤال: هل سأحب الطفل المتبنى كما سأحب طفلي؟ لكن هذه الشكوك سرعان ما تزول بمجرد أن يستلم الطفل، وفجأة يتحول كل الحب لهذا الطفل، ويتسأل مرة أخرى، كيف شكك في هذا الأمر.
التبني طريقة مختلفة للحصول على الأطفال. عندما تكون المرأة حاملا، فأنها تحتاج إلى تسعة اشهر حتى تلد الطفل المنتظر. ولكنّها لن تكون متأكّدة من أن الحمل سيكتمل بنجاح. ويمكن ان تتكرر محاولات الحمل دون جدوى حتى يصاب الزوجان بالكآبة والتعاسة، فياتي التبني ليرسم الفرح مضاعفا، مرة بطعم العطاء ومرة بطعم الامومة والابوة، ويحقق حلم الزوجين ويهيء بيت دافئ للطفل.