نظافة بلدك من نظافتك

نظافة المدن، الاحياء والشوارع، عنوان الحضارة والرقي في المجتمع، النظافة تدل على حسن السلوك الحضاري ، وعلى التطور ومستوى الذوق والوعي، كذلك الأخلاق الطيبة عند السكان. فحضارة الشعوب ورقيها تقاس بمستوى النظافة اولا، ومن ثم العمران والتقدم، وخاصة في المجتمعات الاسلامية التي فرضت عليها  النظافة من سابع سماء .

حثنا الدين الإسلامي  على النظافة: نظافة النفس والاخلاق والمظهر. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “النظافة من الإيمان”، لذلك فالنظافة سلوك راق ويجب الحفاظ عليه وجعله هدف اساسي في حياتنا، لتكون اجمل وتضفي جمالا على محيطنا، الميحط الخاص بنا الداخلي لانفسنا ومنازلنا، والعام الخارجي لمدينتنا.

 ان البيئة النظيفة تبدأ من نظافة إنسانها. فما أحلى أن ترى الاحياء والارصفة، المدارس  والحدائق العمومية  نظيفة.

 قد يبدو ان المسؤول عن نظافة المدينة هي الدوائر المختصة في السلطات المحلية والبلديات، الا ان  المواطن هو المسؤول الأول، اذ لابد أن يبدأ بنفسه، وباب منزله والحي الذي يسكن، قبل انتظاره واعتماده على عمال النظافة أو البلدية.

واعرب عدد من سكان مدينة الطيبة عن تذمرهم من ظاهرة سيئة جدا، تعاني منها المدينة، التي تزيد من سوء حالها، اذ لا تخلو الشوارع من النفايات والأوساخ. كم كبير من النفايات يشاهد في بعض المناطق في المدينة، اوراق المناديل، أكياس بلاستيك علب، قوارير مياه وعصائر ومشروبات غازية تملأ الشوارع والحدائق والأحياء،  نرى طلاب المدراس في ذهابهم وايابهم الى المدرسة، يلقون القمامة في الشوارع، دون ان يأبهوا بانهم بهذا السلوك يجعلون من مدينتهم سلة قمامة عامة، او المواطن الذي يرمي القمامة من نافذة مركبته، غير أبه بمنظر مدينته. وكل يرمي كما يحلو له.

 وهنا يرتبط سلوك النظافة بمدى ومقياس الانتماء لهذه المدينة التي نسكن، الانتماء الذي من شأنه ان يعزز الرقيب الداخلي للمواطن، والذي يحثه ليس فقط على ردع السوء عن بلده انما تقديم الافضل لها، فلو احس البعض  بقليل من أهمية النظافة وما فضلها في تجميل المدينة، لما رمى بما لديه من مخلفات على الأرض او بجانب الحاوية أو البرميل المخصص لذلك لتشكل منظرا غير لائق لا لاهلها ولا لحضارتها، ومصدر يبعث الأمراض حيث تصبح بؤرة مشرعة للحشرات والقوارض الضارة، وكذلك البكتريا. هذا غير أن تنظيفها يصبح أكثر كلفة واكثر صعوبة. فنظافة المدينة بلا شك تنعكس إيجابيا على سكانها والعكس صحيح.

دعا الإسلام إلى إماطة الأذى عن الطريق، كرفع القمامة، وإزالة الحجارة والزجاج المتكسر والأوراق وما يتراكم من الاوساخ، وما يعيق الطريق والسائرين فيه، وأثاب الفاعل حيث له الأجر والثواب من عند الله في الدنيا والآخرة. وفي الاشهر الاخيرة نرى جمعيات وحركات مختلفة في المدينة، تبادر بتنظيف مناطق معينة في المدينة، بشكل تطوعي، في خدمة تهدف الى تجميل المدينة وتعزيز روح العطاء والانتماء لدى الشبيبة للمدينة، لكن هذا غير كاف نظرا لحجم مدينتنا، ولتواصل ظاهرة القاء النفايات بشكل عشوائي هنا وهناك!، فلا تزال المدينة بحاجة الى ما هو اكبر من حملات نظافة هنا وهناك، نحن بحاجة لانتهاج النظافة كاسلوب حياة، يمارس بشكل فطري وبديهي، يحتاج على غرسة من خلال التربية وتذويته ليصبح قيمة لا جدال عليها.

 والإنسان أينما ذهب، دائمًا يحمل أخلاقه معه فإذا كان نظيفًا يكون سلوك النظافة مرافقًا له، فلا يجعل ما حوله في فوضى من القاذورات والأوساخ، بل يحافظ على المكان المتواجد فيه كالشارع، أو المنتزهات العامة، أو المدرسة أو غرفته الخاصة أيضًا.